جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
العشرات من صغار المنتجين يعتاشون من "طفرة الفاكهة"

رغم ضرره البيئي.. الإقبال الكبير على الأساي نعمة لأمازون البرازيل

26 أغسطس 2023 / 11:19 PM
يعد الإقبال الكبير على فاكهة الأساي، نعمة لمنطقة الأمازون البرازيلية، حيث يعتاش العشرات من صغار المنتجين من طفرة هذه الفاكهة، لكنّ الدراسات أظهرت أن التوسع بزراعتها يضر بالتنوع الحيوي، بفعل حلول النخيل الذي يحمل الأساي محل الأنواع المحلية الأخرى.
الشارقة 24 – أ ف ب:

في ظل حرارة خانقة، يتسلق خوسيه ديوغو شجرة نخيل لقطف عنقود من التوت الأسود، الذي يشبه ثمار العنبية الكبيرة، إذ إنها بداية حصاد فاكهة الأساي التي تشتهر بها منطقة الأمازون البرازيلية.

ويعتاش العشرات من صغار المنتجين من الطفرة التي تشهدها هذه الفاكهة، إذ تلقى رواجاً واسعاً ويستحسنها نجوم هوليوود، لما توفره من طاقة، ولما تحويه من خصائص مضادة للأكسدة.

لكنّها في الوقت نفسه نعمة ونقمة، إذ إن الإقبال الكبير على هذا النوع من الفاكهة، أدى إلى زراعة أحادية في بعض المناطق، ما يهدد التنوع الحيوي في كبرى الغابات المطيرة في العالم.

يعيش خوسيه ديوغو 41 عاماً، في إحدى مناطق كيلومبولا التي يقطنها برازيليون ذوو أصول إفريقية، على بعد 120 كيلومتراً من بيليم، عاصمة ولاية بارا "شمال البرازيل".

وتقع قريته إيغارابي ساو جواو ضمن بلدة أبايتيتوبا، على ضفاف نهر إيتاكوروسا، حيث تُعتبر التربة التي تغمرها المياه طوال قسم من السنة أرضاً خصبة لنمو النخيل، الذي تنبت عليه فاكهة الأساي.

وقال ديوغو وهو يحرّك العناقيد الكبيرة المعلقة بالقرب من القمة لإسقاط التوت في سلة كبيرة "عندما يبدأ القطاف من أغسطس إلى يناير، يتحسن وضعنا كثيراً".

ويمكن أن يصل ما يملأه إلى 25 سلة تزن كلّ منها 14 كيلوغراماً، ومن شأن كلّ من هذه السلال أن تكسبه نحو 25 ريالاً برازيلياً "أكثر من خمسة دولارات"، تبعاً لسعر الأساي.

ويتولى وسطاء شراء التوت ونقله بالنهر إلى بيليم، حيث يعاد بيعه في أسرع وقت ممكن، للحؤول دون تعرضه للتلف.

وفي سوق فيروبيزو التقليدية التي تأسست عام 1901، يعمل العشرات من الرجال المتصببين عرقاً على إفراغ الأساي من قواربهم ليلاً، وسرعان ما يشتريها مندوبو شركات تصنيع اللبّ أو العصير، أو غيرها من المنتجات المستخرجة من التوت.

وكدّس مايكون دي سوزا 30 عاماً ثلاث سلال على رأسه، واثنتين أخريين على كتفه الأيمن، أي ما مجمله 70 كيلوغراماً.

وقال "في ليلة واحدة، أستطيع أن أكسب 300 ريال "أي أكثر من 60 دولاراً".

وتُنتج ولاية بارا أكثر من 90 % من مجمل محصول الأساي البرازيلي.

وفي العقود الأخيرة، شاع بشكل كبير في البرازيل وخارجها استهلاك هذا "الغذاء الفائق الخصائص"، في العصائر والمشروبات العالية الطاقة.

واعتُبر إنتاج الأساي طويلاً نموذجاً "للاقتصاد الأحيائي" الذي يشكّل مصدر دخل للسكان المحليين في منطقة الأمازون، من دون التسبب بتقليص الغابات.

لكنّ الدراسات أظهرت أن هذا التوسع يضر بالتنوع الحيوي، بفعل حلول النخيل الذي يحمل الأساي محل الأنواع المحلية الأخرى.

وقال الباحث في متحف إميليو غويلدي في بيليم، عالم الأحياء مادسون فريتاس، "ثمة طبيعياً ما بين 50 و60، بل حتى 100 شجرة نخيل في الهكتار الواحد، أما تجاوُز العدد المئتين، فيؤدي إلى فقدان 60 % من التنوع الحيوي في هذه السهول الفيضية".

كذلك تضرّ الزراعة الأحادية بمحصول الأساي، إذ يؤثر اختفاء بعض النباتات على التلقيح بواسطة الحشرات مثل النحل أو النمل أو الدبابير، ما يؤدي إلى انخفاض الإنتاج.
August 26, 2023 / 11:19 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.