توّج مهرجان "الذيد للرطب" 130 فائزاً في مسابقتي النخبة العام ونخبة حصن الذيد، اللتان شهدتا منافسات قوية بين المئات من ملاك النخيل والمزارعين. جاء ذلك خلال حفل ختام فعاليات الدورة السابعة للمهرجان، الذي أقيم أمس الأحد، وتم خلاله إطلاق المزاد الخيري الأول.
الشارقة 24:
أسدلت غرفة تجارة وصناعة الشارقة؛ الستار مساء أمس الأحد، على فعاليات الدورة السابعة من مهرجان "الذيد للرطب"، الذي نظمته في مركز إكسبو الذيد، وتمكن الحدث من ترسيخ مكانته كمنصة رائدة لتعزيز وتنمية قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور على المستوى المحلي، فضلاً عن إحياء الموروث الشعبي والتقاليد العريقة لدولة الإمارات، في ظل ما حققه من نجاح على مدار أربعة أيام، تمثلت بتتويج 130 فائزاً في مسابقات المهرجان، واستقطاب آلاف الزوار محققاً زيادة قدرها 25 % مقارنة بدورة العام الماضي.
وشهدت وقائع حفل الختام الذي حضره سعادة عبد الله سلطان العويس، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وعدد من أعضاء مجلس إدارة الغرفة، ومحمد مصبح الطنيجي المنسق العام للمهرجان، وأعضاء اللجنة التنظيمية للمهرجان، وعدد من المدراء والمسؤولين وممثلي الجهات الحكومية المشاركة، تتويج الفائزين بمسابقتي النخبة العام ونخبة حصن الذيد، اللتان شهدتا منافسات قوية بين المئات من ملاك النخيل والمزارعين.
كما تضمن حفل الختام إطلاق المزاد الخيري الأول، الذي جاء برعاية وتنظيم من مجلس ضاحية الخالدية التابع لدائرة شؤون الضواحي والقرى، وبالتعاون مع اللجنة المنظمة لمهرجان الذيد للرطب، إلى جانب تنظيم عروضاً للفرق التراثية الشعبية ومسابقات وبرامج ثقافية متنوعة، للتعريف بالنخيل وأصنافه وأنواعه المختلفة، حيث حظي حفل الختام بمشاركة وترحيب كبير من قبل زوار المهرجان والمشاركين، لدوره في تسليط الضوء على التراث الإماراتي الأصيل والاحتفاء بشجرة النخيل.
وأكد سعادة عبد الله سلطان العويس؛ أن النجاح الاستثنائي الجديد الذي حققه مهرجان الذيد للرطب في نسخته السابعة، يعزز النهج الاستراتيجي الذي وضعته غرفة الشارقة للحدث منذ انطلاقته، وهو ما يجسده المشاركة الكبيرة من قبل ملّاك النخيل والمزارعين والحضور الواسع من الزوار، متوجهاً بأسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، على دعم سموه اللامحدود للمهرجان ما عزز من مكانة وسمعة الحدث الرائدة، حتى أصبح واحداً من أهم الفعاليات التراثية والاجتماعية والاقتصادية التي تُعنى بالمحافظة على تراث دولة الإمارات العريق، ودعم وتنمية قطاع زراعة النخيل والزراعة بشكل عام، وضمان استدامته الذي يعد واحد من أهم القطاعات الحيوية في الدولة وجزءاً أصيلاً من بيئتها الطبيعية ومواردها الغذائية.
وأشار سعادة العويس إلى أن الحدث شهد نجاحاً واسعاً على المستوى الاستراتيجي، ولا سيما أنه تزامن مع عام الاستدامة، حيث حرصت غرفة الشارقة من خلال المهرجان على تعزيز جهود دولة الإمارات؛ بتقديم نموذج عالمي في تطوير قطاع زراعي مُنتج ومستدام، عن طريق التشجيع على التميز في مجال الاستدامة الزراعية، وتحفيز المزارعين وملاك النخيل على تبني أفضل الممارسات، واتباع أنظمة الزراعة الحديثة، وتعزيز روح المنافسة الإيجابية، بهدف تنمية وتنويع الإنتاج المحلي بما يدعم مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي؛ الرامية إلى أن تكون دولة الإمارات الأفضل عالمياً في مؤشر الأمن الغذائي العالمي بحلول عام 2051.
من جهته أكد محمد مصبح الطنيجي؛ أن المهرجان حقق في نسخته السابعة نقلة نوعية في مسيرة نجاحاته، حيث حفل بمجموعة متنوعة من الفعاليات والأنشطة الاقتصادية والتجارية والثقافية، والتي نظمت وسط أجواء تراثية مميزة وتنافس قوي بين ملّاك النخيل والمزارعين في عرض مختلف أصناف الرطب، مما عزز من قدرة المهرجان على استقطاب عدد كبير من الزوار.
وشدد الطنيجي على حرص المهرجان على مواصلة تطوير فعالياته في الأعوام المقبلة والمحافظة على وتيرة نموه الإيجابي والمتسارع، وتمكينه من مواصلة لعب دوره المهم في ترسيخ المكانة التاريخية لشجرة النخيل والمحافظة عليها، ودعم أصحاب المزارع المنتجة للنخيل وتعزيز تنمية قطاع زراعة النخيل، متوجهاً بالشكر إلى كافة الشركاء الاستراتيجيين ولجميع الهيئات والمؤسسات الحكومية على دعمها وتعاونها لإنجاح دورة المهرجان السابعة، مثمناً الجهود الكبيرة التي بذلتها قناة الوسطى على صعيد تسليط الضوء على فعاليات المهرجان التراثية ومسابقاته التحفيزية، ما ساهم في تعزيز نجاحات الحدث.
وشهد المهرجان خلال أيامه الأربعة التي امتدت من 27 إلى 30 يوليو الجاري، توزيع جوائز نقدية بقيمة مليون درهم على 130 فائزاً شاركوا في مسابقات المهرجان الرئيسية التي تضمنها الحدث، وهي مسابقات مزاينة الرطب، وأكبر عذج، ومسابقة الليمون، ومسابقة التين، وأجمل مخرافة رطب المخصصة للنساء فقط، والتي حرص خلالها المتسابقون على تقديم أفضل أنواع الرطب والتمور من الإنتاج المحلي.
وشهدت أروقة المهرجان مشاركة واسعة من الأسر المنتجة هي الأكبر في تاريخ الحدث، مسجلين حضوراً متميزاً، عكست طيفاً متنوعاً من التراث الإماراتي والاحتفاء بشجرة النخيل، من خلال العرض الواسع لمنتجات الصناعات اليدوية والحرف التقليدية المرتبطة بالنخيل، مثل المخاريف والمزماه والمجبة والسرود والمهفة والسف والخرافة، وغيرها من المنتجات التي تعتمد على أشجار النخيل في تصنيعها.
وحظي الحدث بإشادة وتفاعل لافت من قبل عدد من الوفود الرسمية وممثلي المؤسسات والهيئات الحكومية، حيث استقبل المهرجان وفد من لجنة مهرجان القصيم للتمور في المملكة العربية السعودية، الذين اطلعوا على ما قدمه المشاركين من عرضاً لأفضل أصناف التمور والرطب المحلية، وتعرفوا على شروط المشاركة في المسابقات وآليات الفرز والتقييم، وشهدوا عدداً من مسابقات الحدث، كما زار المهرجان سعادة الدكتور خليفة مصبح الطنيجي، رئيس دائرة الزراعة والثروة الحيوانية في الشارقة، واطلع سعادته على مسابقات المهرجان وفعالياته التراثية ومنصاته المتنوعة.
وأعرب العديد من زوار المهرجان عن إعجابهم وتقديرهم للفعاليات التي شهدها الحدث، متوجهين بالشكر إلى غرفة تجارة وصناعة الشارقة على تنظيم المهرجان الذي يدخل البهجة والسعادة على زوار وسكان مدينة الذيد ويرسخ الموروث الإماراتي العريق في نفوس الأجيال، إضافة إلى إتاحة الفرصة لهم لشراء أجود أنواع التمور والرطب.