استعرض صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، وناريندرا مودي رئيس وزراء جمهورية الهند الصديقة، مختلف جوانب العلاقات الثنائية في ضوء الشراكة الاستراتيجية الشاملة بجانب الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات والهند.
الشارقة 24 – وام:
بحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، وناريندرا مودي رئيس وزراء جمهورية الهند الصديقة، مختلف جوانب العلاقات الثنائية في ضوء الشراكة الاستراتيجية الشاملة بجانب الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات والهند، وسبل تعزيزهما لما فيه خير البلدين وشعبيهما الصديقين واستدامة نموهما الاقتصادي وازدهارهما.
ورحب صاحب السمو رئيس الدولة - في بداية اللقاء الذي جرى في قصر الوطن بأبوظبي - بزيارة رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى دولة الإمارات لمواصلة العمل على دفع مسيرة العلاقات الثنائية إلى الأمام بما يعود بالخير والنماء على البلدين.
واستعرض سموه وناريندرا مودي، مسارات تطور التعاون الثنائي خاصةً في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية والطاقة المتجددة بجانب الصحة والأمن الغذائي والتعليم والتكنولوجيا المتقدمة وغيرها من الجوانب التي تخدم أهداف البلدين ورؤاهما لتحقيق التنمية والازدهار الاقتصادي المستدامين.
وتبادل سموه ورئيس وزراء الهند، خلال اللقاء، وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، مؤكدين دعمهما أية مبادرات ومساعٍ هادفة إلى تعزيز أسباب السلام والاستقرار والازدهار وتسوية النزاعات بالطرق السلمية في المنطقة والعالم، وأشارا إلى الحرص المتبادل على استمرار التواصل والتشاور حول القضايا والاهتمامات المشتركة.
كما أكد الجانبان، في هذا السياق، أن دولة الإمارات والهند داعمتان رئيستان للعمل الإقليمي والدولي متعدد الأطراف، وتؤمنان بدوره المهم في تعزيز السلام والاستقرار والازدهار في العالم ومواجهة التحديات المشتركة، وذلك انطلاقاً من نهجهما الداعي إلى التعايش والتعاون والعمل على بناء شراكات مستدامة تسهم في إيجاد حياة أفضل لشعوب العالم أجمع.
وتطرق اللقاء إلى مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 الذي تستضيفه دولة الإمارات نهاية العام الجاري؛ وقال صاحب السمو رئيس الدولة بهذا الشأن، إن الهند تعد من القوى المؤثرة في القضايا الدولية وشريكاً مهماً في معالجتها ولذلك نتطلع إلى مشاركة فاعلة من قبلها في "COP28" وهناك تعاون بناء بين البلدين في مجال العمل المناخي.
كما رحب الجانبان، خلال اللقاء، باتفاق البلدين على التبادل التجاري بالعملتين المحليتين ( الدرهم / الروبية ) والذي يمثل دفعة قوية لحركة التجارة بين البلدين ويجسد الإرادة المشتركة لتحقيق نقلات نوعية في مسار علاقاتهما الثنائية خاصة في المجالات التي تخدم التنمية.
وأعرب صاحب السمو رئيس الدولة، عن شكره لجمهورية الهند الصديقة لدعمها علاقات التعاون بين الإمارات وكل من "منظمة شنغهاي للتعاون" ومجموعة "بريكس"، كما شكر سموه ناريندرا مودي لدعوة الإمارات للمشاركة بصفتها ضيف شرف في أعمال مجموعة العشرين (G20) في ظل رئاسة الهند لها لعام 2023، معرباً عن ثقته في أن قيادة الهند النشطة للمجموعة خلال العام الجاري سيكون لها أثر مهم في الخروج بنتائج تصب في مصلحة العالم أجمع.
وقال صاحب السمو رئيس الدولة، خلال اللقاء، إن العلاقات بين دولة الإمارات والهند تاريخية متميزة، إضافةً إلى أنه تجمعهما شراكة استراتيجية شاملة منذ عام 2017 بجانب شراكة اقتصادية شاملة منذ عام 2022 ولديهما حرص متبادل على استمرار تعزيزها وتنميتها لما يصب في مصلحة شعبي البلدين.
كما أشار سموه، خلال اللقاء، إلى "أنه بعد مرور عام على دخول اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة حيز التنفيذ مايو 2022 نلمس النتائج الإيجابية لهذه الاتفاقية، فقد زادت التجارة غير النفطية إلى أكثر من 50 مليار دولار وهذا يشير إلى أنهما تسيران في الطريق الواعد بتحقيق هدفهما المشترك، برفع التجارة غير النفطية بين البلدين إلى 100 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2030".
من جانبه، أعرب رئيس وزراء الهند، عن شكره وتقديره لصاحب السمو رئيس الدولة لحفاوة الاستقبال، مثمناً دعم سموه المستمر لعلاقات البلدين وجهوده في النقلة النوعية التي حققها التعاون المشترك بينهما، فيما أكد حرصه على مواصلة العمل مع سموه لدفع العلاقات الإماراتية ــ الهندية على مختلف المستويات خاصة التنموية التي تخدم الأهداف التنموية للبلدين الصديقين.
وسجل ناريندرا مودي، كلمة في سجل كبار الزوار، أعرب فيها عن تطلعه إلى أن تشهد علاقات البلدين خلال المرحلة المقبلة مزيداً من النماء والازدهار في ظل الحرص المتبادل على دفعها إلى الأمام والإمكانيات المتوفرة لتطورها.
وقد أقام صاحب السمو رئيس الدولة، مأدبة غداء، تكريماً لرئيس وزراء الهند والوفد المرافق.
حضر اللقاء والمأدبة، سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، وسمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب حاكم إمارة أبوظبي، وسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، ومعالي الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان مستشار الشؤون الخاصة في ديوان الرئاسة، ومعالي علي بن حماد الشامسي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، ومعالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ومعالي محمد حسن السويدي وزير الاستثمار، ومعالي سارة عوض عيسى مسلم وزيرة دولة للتعليم المبكر، ومعالي خلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية عضو المجلس التنفيذي، ومعالي جاسم محمد بوعتابة الزعابي رئيس دائرة المالية عضو المجلس التنفيذي، ومعالي خالد محمد سالم بالعمى محافظ مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي وسعادة الدكتور عبد الناصر جمال الشعالي سفير الدولة لدى الهند.
فيما حضرهما من الجانب الهندي، الوفد المرافق لرئيس الوزراء، الذي يضم عدداً من كبار المسؤولين في الحكومة الهندية بجانب سعادة سنغاي سودهير سفير الهند لدى الدولة.