أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" البرنامج الدولي للمدراء الحكوميين لتأهيل كفاءات إدارية حكومية في 30 دولة حول العالم.
الشارقة 24 - وام:
أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" البرنامج الدولي للمدراء الحكوميين لتأهيل كفاءات إدارية حكومية في 30 دولة حول العالم.
وقال سموه: ضمن التعاون المعرفي والإداري مع مختلف الدول والحكومات .. أطلقنا اليوم "البرنامج الدولي لتأهيل المدراء الحكوميين" بالتعاون مع 30 دولة حول العالم، يهدف البرنامج لتصدير الخبرة الإماراتية في مجال الإدارة الحكومية وبناء جسور معرفية مع مختلف الحكومات لتطوير كفاءات إدارية حكومية تتميز بالمرونة والابتكار والقدرة على التعامل مع متغيرات المستقبل.
وأضاف سموه: التعاون الدولي يتجاوز الاقتصاد والسياسة ليشمل المعرفة والإدارة والتي تمثل رأس مال حقيقي لجميع الدول التي تسعى لتعزيز تنافسيتها وترسيخ استدامة مسيرتها التنموية.
ويهدف البرنامج الذي تم تصميمه بالتعاون بين مركز محمد بن راشد لإعداد القادة، ومكتب التبادل المعرفي الحكومي، إلى تعزيز قدرة منتسبيه على استشراف المستقبل لمواكبة المتغيرات والاستجابة لها، واتخاذ القرارات الاستراتيجية المناسبة، والاستعداد للتحديات المستقبلية للمجتمع، وتطوير السياسات والبرامج التي تعزز التنمية الشاملة والمستدامة.
ويُمكِن البرنامج الدولي للمدراء الحكوميين، الكفاءات الحكومية المتميزة من الحصول على فرص التعلم المستمر لتطوير وتحسين مهاراتهم القيادية والإدارية، ومواكبة التحولات السريعة التي يشهدها العالم عبر تعلم أحدث المفاهيم والأدوات الإدارية وتدريبهم على تطبيقها في أداء مهامهم بشكل أفضل، حيث يتيح البرنامج للكفاءات الحكومية المتميزة لقاءات مباشرة مع قيادات وصناع قرار في القطاعات الحيوية.
ويسعى البرنامج إلى خلق شبكة من الكفاءات الإدارية حول العالم لتبادل الخبرات ونقل المعارف وأفضل الممارسات والتجارب الناجحة، بما يسهم في إثراء مهاراتهم وتوسيع شبكة علاقاتهم المهنية.
وأكد معالي محمد بن عبد الله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، رئيس المكتب التنفيذي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن البرنامج الدولي للمدراء الحكوميين جزء من منظومة التبادل المعرفي مع 30 دولة حول العالم لتصدير الخبرة الإماراتية في بناء الكفاءات الحكومية.
وقال معاليه إن البرنامج الدولي للمدراء الحكوميين يهدف إلى بناء القدرات وإعداد الكفاءات الحكومية المرنة والمتميزة المرتكزة على الابتكار والمعرفة واستشراف المستقبل.
ويتميز البرنامج الدولي للمدراء الحكوميين، الذي يعمل على تعزيز مهارات استشراف المستقبل والقيادة بالتأثير، بالاستعانة بنخبة من الشركاء المحليين والعالميين في مجال القيادة يعملون على تقديم تجربة استثنائية تساعد في تطوير الأداء الحكومي والسياسات والبرامج بشكل فعال، كما يتيح البرنامج لمنتسبيه المساهمة في مشاريع استراتيجية وتحديات مبتكرة لتصميم وتطوير حلول مستقبلية، وبناء علاقات مهنية مع قادة على الصعيد المحلي والعالمي، وخوض تجارب غير مماثلة ونموذج كفاءات ذي بعد مستقبلي مبنى على أحدث الدراسات في مجال القيادة، كما يتميز البرنامج بتقديم تجارب مؤثرة تساهم في تغيير نمط حياة منتسبيه الفردية وبما يعزز رحلتهم القيادية.
ويشترط البرنامج الدولي للمدراء الحكوميين في المتقدم للانتساب إليه أن يكون صاحب رؤية استراتيجية ومستقبلية يسعى إلى تحقيقها، وأن يكون له دور أساسي في وضع ملامح استراتيجية في مكان عمله وأن يكون مشرفاً على قطاع مهم أو يقود مبادرة استراتيجية، وأن يكون مسؤولاً عن عدد من المخرجات الرئيسية لمكان عمله، ومسؤولاً عن قيادة فرق عمل ناجحة وألا يتجاوز عمر المرشح 40 عاماً، حيث يستقبل البرنامج طلبات الترشح من الشخصيات الطموحة، والمؤثرة، عبر الموقع الالكتروني للمركز (www.mbrcld.ae)، والتطبيق الذكي MBRCLD على نظامي الأندرويد وIOS.
ويستهدف البرنامج تطوير 8 كفاءات رئيسية وهي: الاستشراف الاستراتيجي، والمواطنة العالمية، والتفكير الريادي، إضافة إلى الشغف والالتزام وخلق القيمة، إلى جانب التنوع والإشراك، والاهتمام بالإنسان أولاً، وأخيراً الفضول والمرونة.
ويتعرف المشاركون في البرنامج على أحدث أساليب التفكير الإبداعي والاستراتيجي وتجارب مؤثرة تساهم في تغيير أنماط الحياة وتعزز الرحلة القيادية للمشاركين، كما يساعد البرنامج مشاركيه على توسيع وبناء شبكة من العلاقات الدولية والمهنية مع قادة وخبراء وشركاء محليين وعالميين في مجال القيادة، بهدف الحصول على تجربة استثنائية، كما يعمل البرنامج على غرس ثقافة التعاون من أجل تصميم وتطوير حلول مستقبلية مبتكرة ومشاريع استراتيجية في مختلف القطاعات وضمان استدامتها.
ويقدم البرنامج 5 مساقات تعمل على دعم مهارات وخبرات المنتسبين القيادية، وتمكين الكوادر وتزويدها بأحدث الأدوات المستقبلية من خلال تبادل المعارف والخبرات والنماذج التطويرية التي تستهدف تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
وتشمل المساقات الرئيسية: مساق القيادة الاستراتيجية، والذي يعنى بتزويد المنتسبين بالمهارات المناسبة لترجمة الرؤى إلى مشاريع ومبادرات ناجحة واستراتيجيات متكاملة قابلة للتنفيذ، عبر استخدام أحدث أساليب وأدوات استشراف المستقبل والابتكار والتجارب العملية وبالتعاون مع شركاء عالميين.
كما يطور مساق القيادة الاستراتيجية مهارات التفكير الاستراتيجي والتحليلي في قضايا المجتمع والعالم وتقييم الفرص والتحديات المستقبلية، ويعزز القيم المتعلقة بالمواطنة العالمية والمسؤولية المجتمعية، كما يسلط الضوء على أهمية الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص وأطر تعزيزها، وسيل تحقيق الريادة والاستدامة المؤسسية في ظل التغيرات الاستراتيجية.
ويعتبر مساق القيادة الريادية والإبداعية، ثاني المساقات الرئيسية، حيث يركز على نشر ثقافة الابتكار وتعزيز مهارات التفكير الإبداعي وتوليد الأفكار لتحقيق التنافسية والريادة في القيادة وخلق بيئة داعمة للابتكار باستخدام أحدث أدوات الابتكار والتفكير التصميمي.
ويطور المساق مهارات المنتسبين في التحليل والتقييم والتعامل مع التوجهات العالمية والتكيف مع التحديات والضغوطات والقدرة على اتخاذ القرارات في الوقت المناسب لضمان التطوير المستمر والنجاح.
فيما يسعى ثالث المساقات الرئيسية وهو "القيادة الرقمية" إلى تطوير قادة رقميين مبتكرين وقادرين على التكيف مع التغييرات والتحديات التي تواجه بيئة العمل، وتعزيز القيادة واستدامة مؤسساتها ورفع مستويات أمنها، وذلك عبر دعم المنتسبين بأحدث الأساليب والتقنيات الرقمية ومهارات وضع استراتيجيات إدارة التحول الرقمي ومنهجيات التحول الرقمي والتغيير المؤسسي.
ويسلط مساق "القيادة الرقمية" الضوء على أهمية الاستثمار في أحدث الحلول وأدوات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وسبل تطبيقها في مختلف القطاعات لاتخاذ القرارات المناسبة وإدارة التحديات، وفهم دور التكنولوجيا في توفير الحماية من التهديدات السيبرانية ومجالات التسويق والإعلان وإدارة العلاقات مع العملاء.
وتضم المساقات القيادية مساقين هما: مساق فن التعامل مع وسائل الاعلام والدبلوماسية العامة والعلاقات الدولية، حيث يركز المساق الأول على الحضور الإعلامي والتعامل مع وسائل ومنصات الاعلام لدى المنتسبين من خلال تحديد أهداف التواصل، والمحافظة على المصداقية والشفافية في الخطاب والظهور الإعلامي وتطوير الأداء العام.
ويركز المساق الثاني ضمن المساقات القيادية على تعزيز دور الدبلوماسية العامة في سياق الأزمات والتطورات الدولية، وكيفية التعامل معها، والبحث عن حلول مستدامة، وتنمية القدرة على التعاون الدولي والعمل مع فرق متعددة الثقافات، والاطلاع على أهم القضايا العالمية مثل التغير المناخي والهجرة والإرهاب وتحليل تأثيرها على العلاقات الدولية، بالإضافة الى تطوير مهارات التفاوض والتواصل الفعال في سياق الدبلوماسية.
ويعمل المنتسبون خلال البرنامج على تطوير مشاريع تحولية لتحويل التحديات إلى فرص وإحداث تأثير إيجابي ومستدام في القطاعات ذات الأولوية في دولهم.
وينظم البرنامج لمنتسبيه زيارات ميدانية لفعاليات وأنشطة عالمية للاطلاع على أفضل الممارسات الإماراتية في مختلف القطاعات سواء في الطاقة المستدامة، وأسواق المال، والبنية التحتية، والصناعة الوطنية، والفضاء والخدمات اللوجستية، والاقتصاد، والتحول الرقمي، وغيرها.
كما ينظم البرنامج لقاءات حوارية مع قيادات وصناع قرار في القطاعات الحيوية، لتعزيز فرص تطوير مواهب المنتسبين وقدراتهم القيادية، حيث يعتبر البرنامج التوجيهي الذي ستقدمه خبرات إماراتية وعالمية للمنتسبين فرصة للتعلم، والمشاركة، واكتساب رؤى جديدة تثري منظور القادة الجدد من خلال تحديد الأهداف والسعي نحو تحقيق الإنجازات.
يُذكر أن مركز محمد بن راشد لإعداد القادة ساهم في تخريج أكثر من 800 قائد في عدة قطاعات، حيث يعمل على تطوير القيادات من المبدعين والرياديين في شتى المجالات والقادرين على تسخير الإمكانات الكاملة لرأس المال البشري.
ويقدم المركز برامج متخصصة لإعداد القادة في القطاع الحكومي والخاص على مستوى كل الصفوف القيادية الإدارية والفنية والتخصصات المهنية، حيث يشرف على تصميم برامج ذات جودة عالية تخرج قادة مؤهلين ذات كفاءات بشهادات ذات قيمة أكاديمية ومهنية لتوفير فرص استمرارية التعليم والتدريب المهني في كافة المجالات.
وينطلق المركز في تصميم برامجه من نموذج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد للقيادة وفق عناصر أساسية هي التطوير الشخصي، وتخصيص موجه عالمي للمشاريع التطبيقية، والتدريب على الوصفة القيادية للمنصب، ودعم تحقيق الوجهات الاستراتيجية الجديدة، حيث يسعى إلى بناء وتطوير قيادات إماراتية على كافة المستويات تستطيع تحقيق رؤية دبي الطموحة والمساهمة في تعزيز مكانة دبي كمدينة ريادية عالمياً وتقديم برامج تطويرية تتماشى مع متطلبات القيادة، عبر إكساب الخريجين مهارات قيادية جديدة وبناء منظومة كفاءات عالمية تستطيع تقديم برامج استثنائية تساهم في صناعة المستقبل.