ناقش العدد 57 من مجلة "الناشر الأسبوعي" أثر الثقافة العربية في جزيرة مدغشقر، من خلال حوار خاص للمجلة مع الشاعر والكاتب المسرحي جون لوك رهاريمنانا.
الشارقة 24:
تناول العدد 57 من مجلة "الناشر الأسبوعي" أثر الثقافة العربية في جزيرة مدغشقر، من خلال حوار خاص للمجلة مع الشاعر والكاتب المسرحي جون لوك رهاريمنانا الذي أكد "وجود تراث عربي ملغاشي ديني مخطوط خلّفته العائلات العربية التي حلت بمدغشقر ابتداء من القرن الحادي عشر، وقد تم الاحتفاظ بهذا التراث من طرف قبيلة أنتيمورو المتواجدة في الساحل الشرقي لمدغشقر"، موضحاً أن 20 فرداً في كل جيل في هذه القبيلة يتعلمون قراءةَ المخطوطات القديمة ذات الطابع الديني والتاريخي، ونقلها إلى الأجيال القادمة.
وأفاد رهاريمنانا في الحوار: "من مظاهر التأثير العربي انتشار استعمال الحرف العربي في جنوب جزيرة مدغشقر، قبل أن تتم كتابة اللغة الملغاشية بالأبجدية اللاتينية بناءً على مرسوم 26 مارس 1823، الذي تم إطلاقه بعد التشاور بين الملك راداما الأول والمبشّرين البريطانيين الذين أدخلوا الطباعة إلى الجزيرة".
وكتب سعادة أحمد بن ركاض العامري الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، رئيس التحرير، افتتاحية العدد بعنوان "نوافذ جديدة للتبادل الثقافي"، واصفاً احتفاء كوريا الجنوبية بالشارقة ضيف شرف معرض سيؤول الدولي للكتاب، في دورته الـ 65، بأنه "احتفاء بمشروع الشارقة الثقافي، وهو احتفاء بإمارة الكتاب وعاصمة المعرفة، وهو احتفاء بحكمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ورؤيته الاستراتيجية، وإنجازاته الكبيرة على أكثر من صعيد"، مضيفاً أن "احتفاء كوريا الجنوبية بالشارقة يأتي احتفاءً بالثقافة العربية، والحضارة العربية، واعترافاً بدورنا الجوهري في مسيرة الحضارة الإنسانية".
وتابع أحمد العامري: "على أرض معرض سيؤول للكتاب، رأينا ولمسنا مباشرةً مدى التقدير الكبير الذي يكنّه الكوريون للشارقة ومشروعها الثقافي وللحاكم الحكيم الذي رسم خريطة الطريق الثقافية لنا منذ 5 عقود، وكان الكتاب نقطة البدء وحجر الزاوية في القناطر والجسور التي تمتد بين الشارقة ومدن العالم".
ونشرت المجلة التي تصدر عن هيئة الشارقة للكتاب في عدد يوليو، موضوعات تتعلق بشؤون الكتابة والنشر والقراءة، من بينها مقالات ودراسات عن نشأة أدب الصعاليك الإسباني، وعن أيام الكاتب محمد شكري في مستشفى للأمراض العقلية، وعن الأديب الأرجنتيني آرنستو ساباتو، وعن رائد الحداثة الشعرية محمد الصبّاغ.
ونشرت المجلة تقريراً عن حوار لمجلة "وورلد ليتريتشر توداي" الأدبية مع الشاعر والروائي إبراهيم نصر الله، قال فيه إن "فلسطين امتحان يوميّ لضمير العالم"، مؤكداً على البعد الإنساني للأدب.
كما تضمن العدد حوارات مع كلّ من الشاعرة الكولومبية كاترين وديمان ريكو، والكاتب القصصي المغربي أنيس الرافعي، والروائي الأردني الفلسطيني أحمد طمليه، ورئيس اتحاد الناشرين المغاربة طارق السليكي تحدث فيه عن هموم صناعة الكتاب وتحدياتها وآفاقها.
وتضمن العدد الجديد من المجلة زوايا لكل من الكتّاب خلود المعلا، ونجم والي، وإكرام عبدي، ونايدا مويكيتش، وصلاح بوسريف، ومارك جيكان.
كما نشرت المجلة مراجعات لكتب صدرت باللغات العربية والإسبانية والفرنسية والإنجليزية، فضلاً عن تقرير عن فوز أحد كتّاب مجلة "الناشر الأسبوعي"، الشاعر والباحث والمترجم هاتف جنابي بأرفع جائزة بولندية للترجمة.
وفي زاويته "رقيم" كتب مدير التحرير، الشاعر علي العامري، عن مصطلحات رائجة تكشف عن علاقة مشوّشة وعدوانية واستعلائية للإنسان مع الوجود، وأكد في الزاوية انتشار "نماذج من المفاهيم العدائية المطويّة في مصطلحات تطغى على مجمل حياتنا، تتطلب إعادة النظر من أجل إعادة صياغة جديدة لعلاقتنا مع أنفسنا ومحيطنا ومع الكون بما يحمل من أسرار وغوامض ومجاهيل".