تسعى "جمعية أصدقاء مرضى السرطان" إلى تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها المصابون والناجون بالمرض على حد سواء، والعمل على معالجتها ضمن منظومة تضم 18 جمعية ورابطة أهلية مختصة بمكافحة السرطان في دولة الإمارات ومنطقة الخليج.
الشارقة 24:
نشر الأمل بين المرضى وأسرهم، وتعزيز التوعية الصحية، كان الدافع لإعلان شهر يونيو الشهر الوطني للناجين من السرطان، الذي تسعى خلاله "جمعية أصدقاء مرضى السرطان" إلى تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها المصابون والناجون بالمرض على حد سواء، والعمل على معالجتها ضمن منظومة تضم 18 جمعية ورابطة أهلية مختصة بمكافحة السرطان في دولة الإمارات ومنطقة الخليج.
وتواصل الجمعية حشد المزيد من الجهود في هذا الشهر، لتحويل الوعي بمرض السرطان وأخطاره إلى ثقافة مجتمعية سائدة، وذلك من خلال حزمة من المبادرات للدعم المعنوي للناجين، وترسيخ منظومة رعاية شاملة تتضمن مرحلة ما بعد العلاج وممارسات الوقاية من السرطان والكشف المبكر عنه، حيث تركز الجمعية على ضرورة مواظبة الناجين على إجراء فحوصات المتابعة الطبية المنتظمة، واتباع أنظمة حياة صحية، لما أثبتته هذه الممارسات من دور في الوقاية من السرطان وخفض نسب الإصابة في دولة الإمارات وجعلها من الأدنى عالمياً.
وبحسب دراسة حديثة أجرتها جمعية الإمارات للأورام في العام الماضي 2022، تراجعت الإصابة بسرطان الثدي في المرحلة المتقدمة، لدى النساء في الدولة بنسبة بلغت 3.1%، خلال أربع سنوات، بسبب تنامي الوعي بأهمية الكشف المبكر والدوري والممارسات الصحية والجهود التي تبذلها مؤسسات الدولة المعنية، وحسب الدراسة، كان معدل الإصابة بسرطان الثدي في المراحل المتقدمة 10.1% في سنة 2014، وانخفضت النسبة إلى 8.7% في سنة 2015، ثم انخفضت إلى 7% في عام 2017، بما يعادل 3.1% خلال إجمالي الفترة الزمنية.
ولتعزيز هذا التقدم في جهود مكافحة السرطان، توفر "جمعية أصدقاء مرضى السرطان" مجموعة متنوعة من أشكال الدعم للناجين من السرطان بمختلف أنواع الرعاية والنصائح الإرشادية، تتضمن ممارسة التمارين الرياضية، واتباع نظام غذائي يعتمد بشكل أكبر على الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، والحد من التوتر والخلود إلى الراحة والنوم بساعات منتظمة، إضافة إلى تجنب التدخين وتناول الكحول، في حين صممت الجمعية خطط رعاية لمتابعة الناجين، تشدد على زيارة طبيب الأورام كل 3-4 أشهر لمدة عامين أو ثلاثة، للتأكد من تجاوز مرحلة الخطر، والانتقال إلى الشفاء التام.
تقديم الدعم المعنوي للناجين
وفي إطار رؤية "جمعية أصدقاء مرضى السرطان" لدعم الناجين من المرض، تم إطلاق عدد من المبادرات النوعية لتقديم الدعم المعنوي، من أبرزها مبادرة "خُصَل الأمل"، الهادفة إلى توحيد جهود كافة الراغبين في التبرع بالشعر المستعار (الطبيعي) للأفراد الذين فقدوا شعرهم نتيجة للعلاج الكيميائي، بهدف مساعدة المرضى على استعادة ثقتهم بأنفسهم وتعزيز تقدير الذات لديهم.
وضمن جهودها خلال الشهر الوطني للناجين من السرطان، دعمت الجمعية حفل تخرج لتكريم الناجين من المرض، نظمته "جمعية الإمارات للأورام"، وتضمّن جلسة نقاشية ركزت على جوانب مختلفة من الممارسات الصحية في مرحلة حياة الناجين من السرطان، بما في ذلك دعم المرضى في فترة ما بعد العلاج، وتسليط الضوء على مختلف أشكال الدعم الذي قدمته الجمعية في هذا الصدد.
وتعمل الجمعية مع فريق عمل من المختصين والخبراء لتقديم الدعم المعنوي للناجين، والتقليل من مخاوفهم بشأن صحتهم ومستقبلهم، وتوفير المشورة والدعم اللازم لهم ولذويهم حول كيفية اتباع نهج صحي وتمكينهم من مواجهة العالم وهم متسلحين بنظرة إيجابية، كما تسعى إلى توحيد الجهود المحلية والإقليمية والعالمية لجعل أبحاث السرطان أولوية وطنية، من خلال البحث عن طرق لزيادة تمويلها، وهو ما تكلل بتنظيمها للمؤتمر الخليجي الخامس المشترك للسرطان، في نوفمبر من العام الماضي، لتوحيد الجهود الإقليمية لمكافحة المرض، ومواكبة التطورات العالمية في مجال بحوث الأورام والعلوم الطبية.
دعم شامل خلال رحلة السرطان وما بعدها
وقالت عائشة الملا، مدير جمعية أصدقاء مرضى السرطان: "تشهد مجالات البحث والعلاج والوقاية من السرطان تقدمًا مستمرًا وباعثاً على الأمل، تغير عبره فهمنا لمسببات السرطان وآلياته والوصول إلى علاجات جديدة، كاستخدام العقاقير المستهدفة، وتقليل الآثار الجانبية للعلاج التقليدي كالكيميائي والإشعاعي، ومع ذلك، فقد أثبتت التجارب ضرورة الالتزام بالممارسات الصحية الوقائية، والاهتمام بمرحلة ما بعد العلاج ومواصلة الرعاية التلطيفية وتقديم الدعم المعنوي للناجين، للحد من الانتكاسات الصحية، ونحن في جمعية أصدقاء مرضى السرطان ملتزمون بتوفير دعم شامل ورعاية مستدامة للمرضى والناجين، تسهم في تحسين جودة حياتهم ومساعدتهم على التأقلم مع ما مروا به".