أجلت السلطات الهندية والباكستانية، أكثر من 100 ألف شخص، قبل الإعصار "بيبرجوي" القوي والمتوقع وصوله إلى سواحل البلدين الجارين، مساء يوم غدٍ الخميس، ويهدد بتدمير منازل وقطع خطوط كهرباء، نتيجة الأمطار الغزيرة والرياح العاتية التي تصاحب الإعصار الذي يشق مساره في بحر العرب.
الشارقة 24 – أ ف ب:
أعلنت سلطات الهند وباكستان، إجلاء أكثر من 100 ألف شخص في البلدين، قبل إعصار قوي متوقع، مساء يوم غدٍ الخميس، يهدد بتدمير منازل وقطع خطوط كهرباء.
ويواصل الإعصار "بيبرجوي"، مساره الأربعاء في بحر العرب، ومن المتوقع أن يضرب اليابسة، مساء الخميس، مع تحوله إلى عاصفة إعصارية شديدة للغاية، بحسب وكالتي الأرصاد الجوية في البلدين.
ومن المتوقع أن تضرب رياح قوية، تصل سرعتها إلى 150 كيلومتراً في الساعة، مصحوبة بأمطار غزيرة للغاية، منطقة ساحلية بطول 325 كيلومتراً تمتد عبر ولاية غوجارات الهندية ومنطقة كراتشي الباكستانية.
وأوضحت سلطات ولاية غوجارات، أن الأمطار الغزيرة والرياح العاتية مع اقتراب الإعصار أودت حتى الآن بخمسة أشخاص، من بينهم طفلان سقط عليهما جدار وامرأة سقطت عليها شجرة.
وأشار مدير عمليات الإغاثة بولاية غوجارات سي سي باتيل، إلى أنه تم إجلاء أكثر من 47 ألف شخص من الساحل ومناطق سكنية منخفضة لإيوائهم، مضيفاً أن عمليات إجلاء أخرى ستتم خلال اليوم.
وفي باكستان، نزح 62 ألف شخص من منطقة الساحل الجنوبي الشرقي، وافتتح 75 مركز استقبال معظمها في مباني مدارس وكليات، حسب ما أفادت الوزيرة المسؤولة عن تغير المناخ شيري رحمن.
وتتوقع إدارة الأرصاد الجوية الهندية، أن يصل الإعصار إلى اليابسة قرب ميناء جاكاو، محذرة من "تدمير كامل" للمنازل التقليدية التي جدرانها من الطين وأسقفها من الحديد.
فضلاً عن المساكن، قد يدمر الإعصار المحاصيل ويقتلع أعمدة كهرباء واتصالات، ويلحق أضراراً بشبكات السكك الحديد والطرق.
ونشرت حكومة ولاية غوجارات، صوراً تظهر سكاناً يستقلون حافلات متجهة إلى مناطق بعيدة عن الساحل، ويحملون حقائب صغيرة فقط تحتوي على لوازم شخصية.
من جهته، أعلن وزير الدفاع الهندي راجناث سينغ عبر تويتر، أن القوات المسلحة الهندية مستعدة لتقديم كل المساعدة الممكنة، مع حشد فرق الاستجابة للكوارث، وحذّر من خطر حدوث فيضانات في بعض المناطق المنخفضة.
في باكستان، طُلب من الصيادين، عدم الإبحار، وأوقفت رحلات الطائرات الصغيرة، وفق الوزيرة شيري رحمن، التي لم تستبعد حدوث فيضانات في شوارع مدينة كراتشي الضخمة التي يناهز عدد سكانها 20 مليون نسمة.
وتمثل الأعاصير، تهديداً متكرراً لسواحل المحيط الهندي الشمالية، حيث يعيش عشرات الملايين، ووفق العلماء، تميل هذه الظاهرة إلى أن تصبح أكثر عنفاً بسبب الاحترار المناخي.
في هذا الصدد، أكد عالم المناخ في المعهد الهندي للأرصاد الجوية المدارية روكسي ماثيو كول، أن الأعاصير تستمد طاقتها من المياه الدافئة وحرارة سطح بحر العرب ارتفعت بنحو 1.2 إلى 1.4 درجة مئوية مقارنة بما كانت عليه قبل أربعة عقود.
وأضاف كول، أن الاحترار السريع لبحر العرب، مصحوباً بظاهرة الاحتباس الحراري يميلان إلى زيادة تدفق الحرارة من المحيط إلى الغلاف الجوي وزيادة حدة الأعاصير.