تشكل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وتركيا، دفعة كبيرة على طريق إطلاق مسار جديد من النمو المستدام المشترك والفرص التجارية والاستثمارية المتبادلة، التي من شأنها أن تسهم في تحقيق تكامل اقتصادي يخدم تطلعات وتوجهات الدولتين ويحقق المنفعة المتبادلة.
الشارقة 24 – وام:
تعد اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وتركيا، دفعة كبيرة على طريق إطلاق مسار جديد من النمو المستدام المشترك والفرص التجارية والاستثمارية المتبادلة، التي من شأنها أن تسهم في تحقيق تكامل اقتصادي يخدم تطلعات وتوجهات الدولتين ويحقق المنفعة المتبادلة.
ويلعب البلدان، دوراً محورياً في تسهيل تدفق التجارة الدولية باعتبارهما من أهم الاقتصادات الحيوية، بما يعزز التقدم والازدهار الإقليمي في ظل تطور العلاقات الاقتصادية المشتركة، التي شهدت إنشاء صناديق استثمارية بمليارات الدولارات والتعاون في قطاعات رئيسة مهمة، منها التكنولوجيا المتقدمة والخدمات اللوجستية، إضافة إلى الشراكة لدعم تطوير التجارة الإلكترونية الناشئة.
وتفتح اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وتركيا، مسارات جديدة لمصدري السلع والخدمات إلى أسواق البلدين والمنطقة، وإطلاق منصة تعاون وشراكة بين الشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال في البلدين بما يضع المنطقة في قلب حركة التجارة الدولية وعلى خريطة المراكز الجديدة للنمو العالمي.
وأكد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، في تصريحات له، أن الإمارات وتركيا تتمتعان بعلاقات تجارية واستثمارية وثيقة، بفضل الرغبة المشتركة لقيادتي الدولتين الصديقتين في الارتقاء بهذه العلاقات إلى مستوى أرحب من الشراكة والنمو المشترك لاقتصاديهما.
وأضاف معاليه، أن العلاقات الثنائية بين الإمارات وتركيا شهدت تطورات إيجابية متلاحقة، خلال العامين الماضيين، توجت بتوقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بينهما في مارس الماضي، خلال قمة رئاسية عبر تقنية الاتصال المرئي عقدها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، مع رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية، وهي الاتفاقية التي جرى التصديق عليها رسمياً قبل عدة أيام من حكومتي الدولتين تمهيداً لتفعيلها ودخولها حيز التنفيذ قريباً.
وتابع معاليه، أن هذه الاتفاقية التي تدشن حقبة جديدة من الشراكة والتكامل الاقتصادي تنطلق من قاعدة صلبة من العلاقات التجارية والاستثمارية الوطيدة بين البلدين، إذ ارتفعت التجارة البينية غير النفطية بنسبة 40٪ إلى 18.9 مليار دولار في عام 2022، ما يجعل تركيا بين أكبر 10 شركاء تجاريين لدولة الإمارات حول العالم، بحصة تبلغ أكثر من 3٪ من التجارة الخارجية غير النفطية لدولة الإمارات، كما بلغت الاستثمارات الأجنبية المباشرة لدولة الإمارات في تركيا أكثر من 5 مليارات دولار ما يضع الإمارات في قائمة أكبر 15 دولة مستثمرة في تركيا.
وأشار معاليه، إلى أن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة الإماراتية التركية التي تم تصميمها، لتحقق الاستفادة القصوى للدولتين عبر تحفيز النمو الاقتصادي المستدام والشامل، سيتم بموجبها - فور دخولها حيز التنفيذ قريباً - إلغاء أو تخفيض الرسوم الجمركية على 82٪ من المنتجات والسلع، وهو ما يمثل أكثر من 93٪ من قيمة التجارة الثنائية غير النفطية، كما ستزيل الحواجز غير الضرورية أمام التجارة، وتخلق مسارات جديدة لتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الثنائية، وتعزز وصول المصدرين المحليين إلى الأسواق، بما في ذلك القطاعات الرئيسية مثل البناء، والمنتجات المعدنية، والبوليمرات، والمنتجات الصناعية الأخرى.
وأوضح معاليه، أن هذه الاتفاقية تهدف إلى زيادة التجارة البينية غير النفطية من قيمتها الحالية التي تبلغ 18.9 مليار دولار إلى أكثر من 40 مليار دولار سنوياً في غضون 5 أعوام، وزيادة الصادرات الإماراتية إلى تركيا بنسبة 21.7٪ وزيادة تدفقات الاستثمار في القطاعات الرئيسية، مثل الخدمات اللوجستية والتجارة الإلكترونية والأمن الغذائي والطاقة المتجددة.
ونوه معاليه، إلى أن استمرار التطور في العلاقات الإماراتية - التركية بدعم ورعاية قيادتي الدولتين، يؤكد أننا على مشارف حقبة جديدة من الشراكة الاستراتيجية القائمة على تحقيق المصالح المتبادلة والازدهار الاقتصادي المشترك، بما يعود بالخير على الشعبين الصديقين.
ووصل إجمالي حجم الاستثمارات الإماراتية في تركيا إلى نحو 7.8 مليار دولار في نهاية العام 2021، في قطاعات متنوعة شملت الخدمات المالية، والعقارات، والنقل والمواصلات، والطاقة المتجددة، والموانئ والخدمات اللوجستية.\
ومن أبرز الشركات الإماراتية الرائدة في الاستثمار بتركيا "القابضة"، وبنك الإمارات دبي الوطني، وإعمار العقارية، والعالمية القابضة، وجهاز أبوظبي للاستثمار، ومبادلة.
وتتوزع الاستثمارات الإماراتية في تركيا على كل من "بنك الإمارات دبي الوطني" بقيمة 2.84 مليار دولار في قطاع الخدمات المالية، فيما تصل استثمارات "إعمار العقارية" إلى 2.5 مليار دولار في قطاع العقار، و"مبادلة" نحو 555 مليون دولار في قطاع النقل والمواصلات، و"العالمية القابضة" 480 مليون دولار في قطاع الطاقة المتجددة، و"موانئ دبي العالمية" 351 مليون دولار في قطاع الموانئ والخدمات اللوجستية، و"القابضة ADQ" 300 مليون دولار في قطاع التكنولوجيا.
وتقدر استثمارات "ديار" بنحو 282 مليون دولار في قطاع العقار، و"مجموعة الغرير" بنحو 200 مليون دولار في قطاع مواد البناء في حين تمتلك "الاتحاد للطيران" استثمارات بنحو 24.2 مليون دولار في قطاع التخزين، ومجموعة "روتانا" نحو 5.5 مليون دولار في قطاع السياحة والفنادق.