الشارقة 24:
شهدت المحطة الأولى من البعثة التجارية التي تقودها غرفة تجارة وصناعة الشارقة، ممثلة بمركز الشارقة لتنمية الصادرات إلى جمهورية الهند، تنظيم ملتقى الأعمال الإماراتي الهندي في مدينة مومباي، استعرض مزايا الاستثمار في الشارقة ومومباي، والفرص الواعدة والمتاحة في مختلف القطاعات الاقتصادية ومجالاتها الحيوية بوصفهما من المراكز الصناعية والتجارية الرائدة على مستوى المنطقة، لاسيما في إطار العلاقات المتنامية بين البلدين الصديقين على مختلف الصعد.
وتأتي هذه البعثة التجارية، التي يترأسها سعادة عبد الله سلطان العويس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، انطلاقاً من حرص الغرفة على الإسهام في تحقيق مستهدفات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات والهند التي دخلت حيز التنفيذ في مايو 2022، وتمثل حقبة جديدة من التعاون الاقتصادي القائم على المصالح المتبادلة بين الدولتين الصديقتين.
وشهد الملتقى، سعادة عبد الله سلطان العويس، ووليد عبد الرحمن بوخاطر النائب الثاني لرئيس الغرفة، وأحمد محمد عبيد النابودة عضو مجلس إدارة الغرفة، وسعادة عبد الله حسين المرزوقي قنصل عام الدولة في مومباي، وبرافين راني مدير عام غرفة تجارة وصناعة مومباي، وعبد العزيز محمد شطاف مساعد المدير العام لقطاع الاتصال والأعمال، وجمال سعيد بوزنجال، مدير إدارة الاتصال المؤسسي في غرفة الشارقة، وعلي الجاري مدير مركز الشارقة لتنمية الصادرات، إلى جانب عدد من كبار المصنعين والتجاريين من الشارقة ومومباي.
وبحثت البعثة، خلال الملتقى، تنسيق الجهود مع الغرف التجارية والصناعية والجهات المعنية بشؤون الاستثمار في مومباي، بهدف جذب مزيد من رجال الأعمال الهنود للاستثمار في الإمارة، وفتح أسواق جديدة وواعدة أمام الأعضاء المنتسبين لغرفة الشارقة، بما يُتيح لهم تطوير أعمالهم وتوسيع استثماراتهم الخارجية وزيادة صادراتهم من المنتجات الوطنية، كما شهد الملتقى، عقد لقاءات ثنائية بين رجال الأعمال المشاركين ضمن وفد بعثة الغرفة ونظرائهم في مدينة مومباي الذين حرصوا على تقديم عروض عن الفرص والمزايا الاستثمارية التي يقدمونها، بهدف الوصول إلى عقد شراكات تخدم القطاع الخاص، وتلبي تطلعاتهم في زيادة حجم التبادل التجاري وإقامة مشاريع في قطاعات متنوعة .
عمق العلاقات
وفي كلمته التي ألقاها في افتتاح الملتقى، أعرب سعادة عبد الله سلطان العويس، عن شكره وتقديره للجانب الهندي على حفاوة الاستقبال، مؤكداً عمق العلاقات التي تجمع الإمارات بالهند والتي تعد علاقات ثنائية رسمية وتاريخية عريقة، وروابط ثقافية وإنسانية وحضارية وطيدة، ومصالح اقتصادية متنامية يوماً بعد يوم بين مجتمعي الأعمال، والتي كانت وستبقى إلى الأبد متجذرة بمباركة ورعاية قيادتي البلدين الصديقين، مشيراً إلى أن إمارة الشارقة، تبنت بفضل رؤى وتوجيهات قيادتها الحكيمة سياسات تجارية مرنة بما تمتلكه من إمكانيات نوعية وامتيازات استثنائية مستفيدة من موقعها الجغرافي المطل على الخليج العربي والمحيط الهندي، فضلاً عن سياسة الانفتاح إلى الخارج التي تبنتها الإمارة وعززت من علاقاتها الطيبة مع كافة دول العالم، الأمر الذي أسهم في بناء شراكات خارجية متينة لها وعزز من تبادلها التجاري مع قارات العالم ابتداءً من سواحل إفريقيا، وليس انتهاء بشبه القارة الهندية التي تتسم العلاقات معها منذ مئات السنين بالترابط والخصوصية، فهي متجذرة وقديمة قدم الخليج العربي.
قفزات نوعية
وأضاف العويس، أن الشارقة حافظت على نمو علاقاتها مع الهند حتى وصلت خلال السنوات الماضية إلى تحقيق قفزات نوعية في حجم المبادلات التجارية والصادرات وإعادة الصادرات والواردات، حيث وصل حجم التبادل التجاري بين الشارقة والهند في العام 2021 إلى نحو أكثر ملياري درهم، فضلاً عن التأثيرات الإيجابية الملموسة للشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات والهند على التدفقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، والتي سجلت ارتفاعاً ملحوظاً في الربع الأول من 2023 بنسبة 24.7 % مقارنة بالربع السابق، بالتزامن مع ارتفاع صادرات الإمارات غير النفطية إلى الهند بنسبة 33 %، والتي نسعى اليوم من بعثتنا إلى الإسهام في تحقيق مستهدفات هذه الشراكة عبر رصد واستكشاف مواطن الاستثمارات النوعية التي ترتقي بهذا المشهد المتنامي، والعمل سوياً على دفعه قدماً نحو الأمام، من خلال تسخير كل إمكاناتنا لدعم توجهات حكوماتنا وتنفيذ رؤى قياداتنا لرسم خارطة طريق جديدة لمستقبل واعد، يعمق علاقات الصداقة والشراكة بين الإمارات والهند.
منصة لنمو الأعمال
من جانبه، أشاد برافين راني، بجهود غرفة الشارقة في تنظيم هذه البعثة، مؤكداً حرص بلاده، على تطوير علاقات التعاون مع إمارة الشارقة وصولاً إلى تعزيز حركة التبادل التجاري والاستثمار المتبادل، لاسيما وأن عدداً كبيراً من رجال الأعمال الهنود ينظرون إلى دولة الإمارات وإمارة الشارقة على أنها منصة لنمو أعمالهم والتوسع بها لما تمتلكه من إمكانات استثنائية، فضلاً عن روابط متينة تجمع البلدين، مستعرضاً البيئة الاستثمارية التي تتمتع بها مومباي سواء بالتجارة والزراعة والصناعات الغذائية وغيرها من القطاعات، مؤكداً أهمية التنسيق المشترك مع غرفة الشارقة لإيجاد العديد من فرص التوسع في الأعمال التجارية، وتقديم أفضل الخيارات للمستثمرين للاستثمار في الهند والشارقة.
دعم قطاعات الأعمال
بعد ذلك، استعرض لالو صامويل رئيس مجلس الأعمال والمهن الهندي في الشارقة، واقع مجتمع الأعمال الهندي في الإمارة، وأبرز الفرص الاستثمارية التي تمنحها الإمارة للمستثمرين، وأهم الامتيازات الممنوحة وآليات دعم قطاعات الأعمال بما تقدمه من تسهيلات وخدمات عالية الجودة لإنجاح أعمالهم وما تتمتع به من بيئة استثنائية واجتماعية للأسر للعيش بها، كما تم عرض مادة فلمية بينت الجاذبية الاستثمارية لإمارة الشارقة والتي بلغت مستويات متقدمة جداً على مستوى التنوع في خيارات المستثمرين المحليين والأجانب، من خلال باقة متكاملة من الحوافز والمزايا التي تتمتع بها بيئة الأعمال في الإمارة، من مناطق حرة ومناطق صناعية عالمية المستوى.
وتنتقل البعثة، خلال زيارتها للهند، التي ستستمر حتى 2 يونيو المقبل، في محطتها الثانية إلى نيودلهي، وستشهد إقامة ملتقى للأعمال يجمع أعضاء البعثة مع مسؤولين وقيادات من الغرف التجارية والصناعية، بالإضافة إلى تنظيم فعاليات ولقاءات بين مجتمعي الأعمال الإماراتي والهندي بهدف استكشاف فرص الاستثمار والشراكات الاقتصادية المشتركة.