وقّعت بابوا غينيا الجديدة، اتفاقية دفاعية، مع الولايات المتحدة، تتيح للقوات الأميركية الوصول إلى موانئ البلاد ومطاراتها، في وقت تسعى فيه واشنطن، للتصدي لتصاعد النفوذ الصيني في منطقة المحيط الهادئ.
الشارقة 24 – أ ف ب:
أعلنت مصادر مطلعة، أن بابوا غينيا الجديدة، أبرمت اتفاقية دفاعية، مع الولايات المتحدة، تتيح للقوات الأميركية الوصول إلى موانئ البلاد ومطاراتها، في وقت تسعى فيه واشنطن، للتصدي لتصاعد النفوذ الصيني في منطقة المحيط الهادئ.
ومع تفاقم المخاوف حيال الهيمنة الصينية المتزايدة في المحيط الهادئ، تحاول واشنطن، كسب تأييد دول المنطقة، من خلال مجموعة من الحوافز الدبلوماسية والمالية، مقابل الدعم الاستراتيجي.
ووقّع وزير الدفاع في باباوا غينيا الجديدة وين باكري داكي، الاتفاق، مع وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، قبل بدء اجتماع أميركي مع قادة بلدان جنوب الهادئ الجزرية الـ14 في العاصمة بور موريسبي.
وأوضح رئيس وزراء بابوا غينيا الجديدة جيمس مارابي، خلال مراسم التوقيع، تم التوصل إلى اتفاق للتعاون الدفاعي، مضيفاً أن الجزيرة ترتقي بعلاقتها مع الولايات المتحدة.
بدوره، أكد بلينكن، أنه في إطار الاتفاق الشفاف تماماً، ستتمكن كل دولة من الصعود على سفن الأخرى، وستتشاركان الخبرات التقنية وستسيّران دوريات بحرية معاً بشكل أفضل.
وأفاد الوزير الأميركي، الصحافيين في نهاية الاجتماع، بالاتفاق الذي توصلنا إليه والعمل الذي قمنا به غير مرتبط بأي بلد آخر، وتابع أن الأمر يتعلّق بعلاقتنا مع جزر الهادئ ورؤيتنا المشتركة لهذه المنطقة.
وتلقّت خطوات واشنطن للانفتاح دبلوماسياً على جزر الهادئ، دفعة جديدة الاثنين، بعدما جددت اتفاقاً استراتيجياً رئيسياً مع جزيرة بالاو.
وفي مؤشر على ازدياد المنافسة للهيمنة على جنوب الهادئ، لم يكن بلينكن الممثل الوحيد، للقوى الكبرى في بور موريسبي الساعية لمواجهة حضور بكين الاقتصادي والسياسي والعسكري المتزايد.
فقد حضر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى المدينة، قبل ساعات على وصول بلينكن عشية القمة، مشدداً على دور بلاده كلاعب إقليمي بارز.
وأضاف مودي مخاطباً قادة بلدان منطقة الهادئ في قمة منفصلة، نشارككم إيمانكم بتعددية الأقطاب، ندعم منطقة هندي-هادئ حرة ومنفتحة وشاملة للجميع، نحترم سيادة وسلامة جميع البلدان.
بعد هذه الزيارة الأولى لرئيس وزراء هندي إلى هذا البلد، كتب مودي في تغريدة، أنها كانت رحلة "تاريخية".
وبتوقيعه الاتفاقية الأمنية مع بابوا غينيا الجديدة، سيعزز بلينكن أيضاً، إمكانيات الولايات المتحدة العسكرية، للانتشار في المنطقة.
وسيطرت الصين، على مناجم وموانئ في أنحاء منطقة الهادئ، ووقعت العام الماضي، اتفاقاً أمنياً لم تُكشف تفاصيله، مع جزر سليمان، يسمح للصين بنشر قوات في البلاد.
وتخشى الولايات المتحدة، من أن يؤدي ازدياد النفوذ العسكري الصيني في جنوب الهادئ، إلى تطويق منشآتها في غوام، ويعقّد الدفاع عن تايوان في حال غزتها الصين.
وأفادت وزارة الخارجية الأميركية، بأن الاتفاق مع بابوا غينيا الجديدة، سيعزز التعاون الأمني وعلاقاتنا الثنائية، ويحسّن إمكانيات قوة الدفاع في بابوا غينيا الجديدة ويزيد استقرار وأمن المنطقة.
وأكد المستشار الكبير المتخصص بجزر الهادئ لدى المعهد الأميركي للسلام غوردن بيك، أن بور موريسبي لم تعد موقعاً هادئاً دبلوماسياً كما كانت في الماضي، وأضاف لعل الصين غير مذكورة في أي جزء من الوثيقة، إلا أنها تعد مضموناً مهماً في سياق تعميق العلاقات بين الولايات المتحدة وبابوا غينيا الجديدة.
وأوضح مارابي، أن الاتفاق سيمكّن واشنطن من التحرّك في مياه البلاد، مقابل الوصول إلى الأقمار الصناعية الأميركية المخصصة للمراقبة من أجل مواجهة الأنشطة غير القانونية في عرض البحر، وتابع أن الاتفاق لم يمنعه من التوقيع على اتفاقيات مشابهة مع بلدان أخرى بينها الصين.
وذكرت الصين الجمعة، بأنها تعارض إقحام منطقة الدولة الجزرية الواقعة في الهادئ في أي مناورات جيوسياسية، من دون الإشارة تحديداً إلى الاتفاق أو زيارة بلينكن.
ودفع الاتفاق الطلبة، لتنظيم احتجاجات في بابوا غينيا الجديدة، على خلفية المخاوف المرتبطة بمنحه القوات الأميركية الكثير من السيادة عند بعض نقاط الدخول الرئيسية في البلاد.
وفي بور موريسبي، تجمع أعداد من الطلاب في جامعة بابوا غينيا الجديدة، وأشعل بعضهم إطارات، وتم تشديد الإجراءات الأمنية في العاصمة، إذ أُغلقت طرقات فيما انتشرت مركبات فرق المتفجرات، وتم تسيير دوريات في المياه القريبة.
يحضر بلينكن القمة، نيابة عن جو بايدن بعدما ألغى الرئيس الأميركي الرحلة، للمشاركة في المحادثات المرتبطة بسقف الدين في واشنطن.
وإلى جانب الاتفاق الدفاعي، تعهّدت الولايات المتحدة، تقديم مبلغ قدره 45 مليون دولار، إلى بابوا غينيا الجديدة، لدعمها في مكافحة الجريمة المنظمة، والتغير المناخي والإيدز، إضافة إلى معدات وقاية لجيشها، بحسب الخارجية الأميركية.