تتجه أنظار عشاق كرة القدم، غداً الثلاثاء، إلى ملعب سانتياغو برنابيو، الذي يحتضن لقاء القمة بين ريال مدريد ونظيره مانشستر سيتي الإنجليزي، في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
الشارقة 24 - أسعد خليل:
يمثل الفرنسي كريم بنزيمة، من ناحية المكانة، والسجل، والاستقرار في المستوى الفني، كل ما يصبو إلى أن يحققه النرويجي إرلينغ هالاند، لكن عندما يتواجه المهاجمان الخطيران وجهاً لوجه في المباراة المرتقبة بين ريال مدريد الإسباني ومانشستر سيتي الإنجليزي، غداً الثلاثاء، بمدريد في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، لن يشعر الأخير بأي عقدة نقص تجاه منافسه.
ويبدو هالاند، الذي سجل حتى الآن 12 هدفاً في المسابقة القارية الأهم هذا الموسم، واثقاً من التتويج هدافاً لها خلفاً لبنزيمة (15)، لأن منافسه المباشر جناح ريال البرازيلي فينيسيوس جونيور يملك ستة أهداف.
وإذا نجح سيتي في التفوق على ريال مدريد حامل الرقم القياسي في عدد الألقاب في دوري الأبطال (14 مرة)، بفضل مساهمة المهاجم النرويجي العملاق، فإننا قد نشهد بداية انتقال المشعل بين أحد أفضل المهاجمين في السنوات الأخيرة، وأحد المرشحين بفرض نفسه على الساحة في السنوات المقبلة.
بعمر الخامسة والثلاثين، عاش بنزيمة موسماً متفاوتاً نوعاً ما وكانت الضربة القاضية بالنسبة لغيابه عن مونديال قطر بداعي الإصابة، حيث وصل منتخب بلاده للمباراة النهائية قبل أن يخسر أمام الأرجنتين ونجمها ليونيل ميسي.
على الصعيد الحسابي، يملك بنزيمة سجلاً محترماً لأنه سجل 29 هدفاً في 38 مباراة، لكن غيابه عن مباريات هامة بسبب الإصابات تشير إلى أنه دخل في خريف عمره.
بيد أنه رفع بصفة القائد، اللقب الخامس والعشرين خلال مسيرته في صفوف ريال مدريد من خلال تتويجه بكأس إسبانيا، بعد الفوز على أوساسونا 2-1 في المباراة النهائية السبت.
بنزيمة يريد منح ريال لقبه الـ100
بات بنزيمة اللاعب الأكثر تتويجاً في تاريخ النادي الملكي، بالتساوي مع الظهير الأيسر البرازيلي مارسيلو، ويحلم أن ينفرد فيه في تاريخ العاشر من يونيو المقبل بإسطنبول بقيادة فريقه إلى لقبه الخامس عشر في المسابقة الأم، والذي سيكون اللقب رقم مئة في تاريخ نادي العاصمة الإسبانية العريق.
تعملق بنزيمة هذا الموسم، حيث سجل ثلاثية في مرمى كل من بلد الوليد (6-صفر) وبرشلونة (4-صفر) وألميريا (4-2)، كما سجل في مرمى ليفربول وتشلسي الإنجليزي في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، ليؤكد بأنه لم يفقد شهيته التهديفية.
ورفع بنزيمة رصيده من الأهداف في صفوف ريال مدريد في الدوري الإسباني إلى 236 وهو رابع أفضل رصيد في تاريخ الدوري أمام المكسيكي هوغو سانشيس.
ويستطيع أيضاً، تخطي صاحب المركز الثالث تلمو سارّا مهاجم أتلتيك بلباو السابق (253)، في حين يبدو صعباً الوصول لرقمي ليونيل ميسي أفضل هداف على الإطلاق مع 473 أو البرتغالي كريستيانو رونالدو في المركز الثاني مع 311 هدفاً.
أما على صعيد دوري الأبطال، فإن أهدافه الـ90 حتى الآن تضعه في المرتبة الرابعة بفارق هدف واحد عن البولندي روبرت ليفاندوفسكي مهاجم برشلونة، لكن أيضاً يبقى بعيداً عن الرقمين الهائلين لرونالدو (141) وميسي (129).
ينظر هالاند، إلى مسيرة بنزيمة بتقدير كبير، لكنه يسطر اسمه بأحرف ذهبية أيضاً بعمر الثانية والعشرين.
في موسمه الأول في الدوري الإنجليزي الممتاز الذي يعتبر الأقوى بين الخمس الكبرى في أوروبا، حطّم هالاند، الأربعاء الماضي، الرقم القياسي في عدد الأهداف في موسم واحد (بنظام البرميرليغ) عندما سجل هدفاً في مرمى وست هام ليرفع رصيده إلى 35.
ويجب العودة إلى موسم 1966-67، لنجد هدافاً سجل عدداً أكبر من الأهداف منه في موسم واحد في دوري النخبة الإنجليزي وهو رون ديفيس مع 37 هدفاً.
أما في مختلف المسابقات، فقد سجل حتى الآن 51 هدفاً في 46 مباراة، علماً بأن أي لاعب في الدوري الإنجليزي النخبوي لم يصل إلى 50 في موسم واحد منذ عام 1931.
وطبع هالاند، الباحث عن منح اللقب القاري لسيتي للمرة الأولى في تاريخه، دوري الأبطال أيضاً بطابعه الخاص، فقد سجل 35 هدفاً في 27 مباراة.
بطبيعة الحال، لا تجوز المقارنة بين المهاجمين، فهالاند مثلاً يعتمد على القوة الجسدية الهائلة التي يتمتع بها رغم فنيات عالية وسرعة للاعب يمتاز بطول فارع (195 سم).
كما أن هالاند، لا يملك حتى الآن سجل بنزيمة، حيث اكتفى بإحراز كأس ألمانيا مرة واحدة، وبطولة النمسا مرتين وكأسها مرة واحدة.