شهدت الخرطوم، اليوم الجمعة، معارك عنيفة نهاراً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، قبل أن تتوقف مساءً، أصوات الانفجارات في بعض أحياء العاصمة السودانية، وسط دعوات متزايدة إلى هدنة من أجل المدنيين في أول أيام عيد الفطر.
الشارقة 24 – أ ف ب:
أعلنت مصادر مطلعة، أن الخرطوم شهدت، اليوم الجمعة، معارك عنيفة نهاراً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، قبل أن تتوقف مساءً، أصوات الانفجارات في بعض أحياء العاصمة السودانية، وسط دعوات متزايدة إلى هدنة من أجل المدنيين في أول أيام عيد الفطر.
ومساءً، أفاد شهود بأن أصوات الانفجارات، توقّفت في أحياء عدة من العاصمة.
وعلى غرار ما يفعلانه يومياً، أعلن الجيش وقوات الدعم السريع الجمعة، وقفاً لإطلاق النار لكن هذه المرة لمدة ثلاثة أيام بمناسبة حلول عيد الفطر.
ونهاراً، اتّهمت قوات الدعم السريع الجيش بخرق الهدنة، فيما اتّهم الأخير القوات الرديفة بخرقها مساءً.
وأوضح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أنه "يرحب بإعلاني" وقف إطلاق النار، مضيفاً لكن يبدو واضحاً أن الاشتباكات مستمرة، وأن الثقة معدومة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وبدأ القتال في 15 إبريل وخلّف 413 قتيلاً و3551 جريحاً، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وأعلنت نقابة أطباء السودان، أنّ مستشفيات جديدة تضرّرت بشدّة في الخرطوم، وقد أصيبت أربعة مستشفيات في الأبيّض الواقعة على بعد 350 كيلومتراً جنوب الخرطوم.
ومن أجل مساعدة المدنيين، دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية فوراً مع استمرار أعمال القتال في السودان، وحثت الأطراف مرة أخرى على احترام التزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني.
واندلعت المواجهات المستمرة منذ سبعة أيام، في الخرطوم وفي دارفور (غرب) خصوصاً، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.
ولا يتردّد سلاح الجو، الذي يستهدف قواعد ومواقع قوات الدعم السريع المنتشرة في المناطق السكنية، في إلقاء القنابل.
وذكرت نقابة الأطباء، أنّ 70 % من 74 مستشفى في الخرطوم والمناطق المتضرّرة من القتال توقّفت عن العمل، إمّا لأنها قُصفت أو لنقص الإمدادات الطبية والكوادر أو بسبب سيطرة مقاتلين عليها وطردهم المسعفين والجرحى.
في هذه الأثناء، تكثّفت الاتصالات الدبلوماسية في محاولة لإسكات المدافع، إذ أعلن وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، أنه قطع زيارته إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ عدة أيام، بسبب الوضع في السودان.
والخميس، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ووزير الخارجية الأميركي، إلى وقف لإطلاق النار خلال أيام العيد الثلاثة على الأقل.
وأسف سامي النور المقيم في الخرطوم لحلول عيد الفطر وسط المعارك ورائحة الموت، التي تفوح بدلاً من رائحة الحلويات والأجواء العائلية الفرحة.
وأشار ابراهيم عوض وهو أيضاً مقيم في الخرطوم، إلى أن المواجهة كانت محتومة وأن بلداً بقائدين وجيشين لا يمكنه المضي قدماً.
من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة الخميس، أنها تنشر قوات في شرق إفريقيا تحسباً لاحتمال إجلاء موظفي السفارة الأميركية في السودان.
كما سترسل كوريا الجنوبية واليابان طائرات، في الوقت الذي لا يزال فيه مطار الخرطوم مغلقاً منذ السبت.
وأعلن مسؤول في الاتّحاد الأوروبي، أن التكتّل يعد خططاً لعمليات إجلاء محتملة لرعاياه من الخرطوم إذا سمح الوضع الأمني بذلك.
وتسرع أعداد كبيرة من الناس، وغالبيتهم من النساء والأطفال على الطرقات بين نقاط التفتيش والجثث، من أجل الفرار.
وذكرت الأمم المتحدة، أن بين عشرة آلاف وعشرين ألف شخص خصوصاً من النساء والأطفال توجّهوا إلى تشاد المجاورة.
واضطرّت معظم المنظمات الإنسانية، إلى تعليق مساعداتها، وهي أساسية في بلد يعاني فيه أكثر من واحد من كل ثلاثة أشخاص من الجوع في الأوقات العادية.
وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة الجمعة، أنّ أحد موظفها قُتل في المعارك في مدينة الأُبيّض في جنوب السودان، بعدما علقت مركبته وسط تبادل لإطلاق النار.
وكان مركز الأبحاث "مجموعة الأزمات الدولية"، حذر من أنه لا البرهان ولا دقلو يريد الاستسلام على ما يبدو، لذلك الوضع قد يزداد سوءاً، وأضاف أن نزاعاً طويل الأمد سيكون خراباً للسودان ثالث أكبر منتج للذهب في إفريقيا وأحد أفقر دول العالم.