الشارقة 24:
في خطوة تؤكد مدى الكفاءة التي تتمتع بها المنشآت والكوادر الطبية التابعة لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، تمكن الطاقم الطبي بمستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال في إمارة الشارقة من إجراء عملية نوعية معقدة لفصل أعضاء رضيعة تبلغ من العمر سنة.
وتم إدخال الطفلة إلى المستشفى وهي تعاني من تشوهات نادرة في مجرى البول والمهبل وفتحة الخروج، وبناء على ما أظهرتها الفحوصات تبين أن الطفلة كانت تعاني أيضاً من تشوهات في الجهاز البولي والذي يكمن في عدم وجود الكلى في مكانها الطبيعي، حيث وضع الطاقم الطبي بمستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال بعد الدراسة الدقيقة للحالة خطة علاجية متكاملة لعلاج الطفلة، وتم على إثرها إجراء عملية جراحية معقدة استغرقت 6 ساعات متواصلة تمكن الفريق الطبي خلالها من إجراء عملية فصل الأعضاء عن بعضها بنجاح.
وأكد سعادة الدكتور عصام الزرعوني، المدير التنفيذي لقطاع الخدمات الطبية بالإنابة في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أن المنشآت الصحية التابعة للمؤسسة حققت خلال فترة زمنية وجيزة قفزات وإنجازات نوعية تضاف يوماً بعد يوم إلى سجل إنجازاتها خاصة في مجال الجراحات النادرة والمعقدة، الأمر الذي يأتي ثمرة للحرص والاهتمام الذي توليه لتطوير منشآتها الطبية وتعزيز إمكانياتها عبر تبني التقنيات والحلول الذكية والأجهزة المتطورة لتسخيرها لخدمة المرضى، إلى جانب الكفاءات الطبية المتخصصة والمؤهلة على التعامل مع مختلف الحالات المرضية، بما يعزز القدرة التنافسية للمؤسسة ومنظومتها الصحية كوجهة مثالية لأفضل خدمات الرعاية الصحية والعلاجية المتكاملة والشاملة لجميع فئات المجتمع، الأمر الذي يتزامن مع أهداف المؤسسة التي تنسجم مع رؤية "نحن الإمارات 2031" في تعزيز جودة الرعاية الصحية، ووصولاً إلى تحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071.
من جانبها، هنأت الدكتورة صفية سيف الخاجة، مدير مستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال، الطاقم الطبي على نجاح العملية، كما هنأت ذوي الطفلة بسلامة طفلتهم التي خرجت من المستشفى بعد أسبوع واحد فقط من الجراحة، مشيرة إلى أن إدارة المستشفى حريصة وبشكل دائم على استقطاب الأطباء ذوي الخبرة العالية والكفاءة في مختلف التخصصات الطبية، إلى جانب اهتمامها المتنامي لتزويد المستشفى بأحدث التقنيات اللازمة للتعامل مع هذه الحالات الطبية المعقدة.
وحول تفاصيل العملية الجراحية، أوضح الدكتور خالد خلفان، استشاري جراحة الأطفال والمدير الطبي لمستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال، أن مثل هذه العمليات الجراحية تعد من العمليات الجراحية المعقدة التي يتطلب إجراؤها في مراكز عالمية متطورة نظراً لصعوبتها، منوهاً أن هذه التشوهات التي عانت منها الطفلة تعتبر نادرة حيث تصيب طفلة واحدة من بين كل 25 ألف طفلة، ويتم اكتشاف هذه التشوهات الخلقية أثناء الولادة من خلال وجود فتحة واحدة فقط تجمع مجرى البول والمهبل وفتحة الخروج، ودائماً ما يتم عمل مفاغره خارجية مؤقتة من القولون لتسهيل عملية الإخراج قبل الشروع في عملية فصل الأعضاء، والتي يتم إغلاقها بعد العملية الرئيسية بعدة أشهر.