احتفت مؤسسة كلمات، بيوم "برايل" العالمي، بمشاركة 25 طفلاً من المكفوفين وضعاف البصر والمبصرين، بالتعاون مع بيت الحكمة، ومؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، ونظمت جلسة قرائية، وورشة عمل، لتجسيد أهمية طريقة برايل، وأكدت أهمية دمج المكفوفين وضعاف البصر بالمجتمع.
الشارقة 24:
أكدت آمنة المازمي مدير مؤسسة كلمات، أن طريقة البرايل منحت أملاً كبيراً للمكفوفين وضعاف البصر، للتعرف إلى الإنتاج الفكري الإنساني، والتعلم والاستفادة والتواصل الثقافي والشراكة المجتمعية، مشيرةً إلى أهمية التعاون بين المؤسسات الرسمية والمجتمعية والشركات ذات العلاقة في القطاعين العام والخاص، لإنتاج الكتب الميسرة التي تغطي مساحات الفكر كافة، وتسهيل وصولها للمكفوفين وضعاف البصر لتأكيد أهمية دمجهم في المجتمع ومساواتهم بأقرانهم المبصرين، وشددت على أن المطالعة والتعلم حق طبيعي لكل فرد، ولا يجب أن يحرم منه أحد.
وأوضحت المازمي، أن طريقة برايل تمثل النافذة التي يطل من خلالها الأطفال على العالم حولهم، إلى جانب كونها الوسيلة التي تعزز الهوية المشتركة والثقافة التي تربطهم بمجتمعاتهم، منوهةً إلى أن الفراغ الذي يحدثه عدم وصولهم إلى الكتب الميسرة التي تستخدم هذه اللغة، هو فراغ في شبكة الروابط الاجتماعية التي تعززها الثقافة والمفردات والمفاهيم التي يتعلمها ويتشاركها أبناء المجتمع الواحد من جهة، والمجتمع الإنساني من جهة أخرى.
جاء ذلك، خلال احتفال "مؤسسة كلمات"، المنظمة غير الربحية التي تتخذ من إمارة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً لها، بيوم "برايل" العالمي الذي يصادف الرابع من يناير من كل عام، بمشاركة 25 طفلاً من المكفوفين وضعاف البصر والمبصرين، بالتعاون مع بيت الحكمة، ومؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي.
وتضمن الاحتفال، جلسة قرائية مع كاتبة قصص الأطفال سامية عايش التي قرأت كتاب "فلفوش ضيّع ذاكرته"، من إصدار "دار كلمات" التابعة لـ"مجموعة كلمات"، تلتها ورشة عمل لتجسيد أهمية طريقة برايل والتعريف العملي بدورها وقدرتها على إحداث التفاعل بين الأطفال ومصادر المعرفة، حيث تعلم الأطفال أنواع مختلفة من القراءة والكتابة، بالإضافة إلى أساسيات طريقة برايل التي تعتمد على قالب واحد أساسي يدعى "خلية" تتكون من عمودين الأول هو العمود الأيسر والثاني هو العمود الأيمن، وكيفية بناء خلايا برايل.
واستمتع المشاركون الصغار، بالورشة التفاعلية التي رسمت الابتسامة على وجوههم وعززت ثقتهم بأنفسهم وشعورهم بالمسؤولية المجتمعية، من خلال مساعدة الأطفال المبصرين لنظرائهم المكفوفين أثناء بناء خلايا برايل، وفي ختام الحدث، وزعت "مؤسسة كلمات"، مجموعة من الكتب الميسرة على كافة الأطفال المشاركين، موفرة للمبصرين فرصة استكشاف وتعلم المحتوى المكتوب بصيغ ميسرة متنوعة، وفي الوقت نفسه، متيحة للمكفوفين وضعاف البصر قراءة المحتوى الهادف والاستفادة منه.
وتهدف "مؤسسة كلمات"، من خلال الاحتفالية، إلى تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية العلم والثقافة لفئة الأطفال والمكفوفين وضعاف البصر، إلى جانب التعريف بآليات التعاون بين المؤسسات، لضمان توفير الحقوق الأساسية لكافة الفئات الاجتماعية وبشكل خاص تلك التي تعاني ظروفاً خاصة قد تحول بينها وبين الوصول إلى المعرفة، كما تشكل الاحتفالية دعوة إلى تعزيز إصدار الكتب الميسرة وتسهيل توزيعها، وتنظيم الفعاليات والجلسات القرائية وورش العمل التفاعلية حول التقنيات الجديدة المستخدمة في مجال الكتب الميسرة وتنسيقاتها المختلفة.
وأسهمت "مؤسسة كلمات"، منذ تأسيسها، بتغيير حياة الأطفال المكفوفين وضعاف البصر من خلال مبادرة "أرى"، التي تدعم إنتاج الكتب الميسرة بكافة أشكالها وتسهل وصولها للأطفال الذين يحتاجون إليها، ونجحت برفع الوعي العام حول احتياجاتهم وأهمية تلبيتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وإبراز أهمية الجهود الموجهة نحو تعزيز اندماجهم في مجتمعاتهم.