تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، دشن معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، ملتقى أبوظبي الأسري الثالث تحت شعار "جودة حياة الأسرة في الخمسين".
الشارقة 24 – وام:
برعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية "أم الإمارات"، افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، أمس الجمعة، في أبوظبي، ملتقى أبوظبي الأسري الثالث تحت شعار "جودة حياة الأسرة في الخمسين"، والذي تنظمه مؤسسة التنمية الأسرية، وبرنامج سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للتميز والذكاء المجتمعي، الذي يترأس اللجنة العليا لإدارته سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي.
وتفقد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، يرافقه عدد من القيادات المحلية والاتحادية، أروقة ملتقى أبوظبي الأسري الثالث، والمحطات الرئيسة للملتقى، وأثنى على الفعاليات المصاحبة وما تضمه من أنشطة ترفيهية وثقافية وعلمية، واستمع من ممثلي الجهات المشاركة في الملتقى إلى شروح تفصيلية عن معدلات إنجاز تلك الجهات وأثرها على كافة فئات المجتمع، حيث يسعى الملتقى إلى جذب الجمهور بطرق مبتكرة، لكي يتعرف على كيفية الاستفادة القصوى مما تقدمه تلك الجهات من خدمات لتحقيق جودة حياة الأسرة في الخمسين عاماً المقبلة.
وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، أن المرأة والأسرة الإماراتية حظيت بمكانة بارزة في فكر الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، وفي فكر سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، لإيمانهما معاً بأهمية الأسرة الإماراتية ودورها من أجل مجتمع متلاحم، ووطن نعتز به جميعاً، مشيراً إلى أن سمو "أم الإمارات" لم تبخل يوماً بأي جهد لتحقيق هذا الهدف النبيل، والذي نعيش جميعاً آثاره على الأرض من خلال ما تحقق من نتائج مبهرة، وعلى هذا الدرب سارت قيادتنا الرشيدة ممثلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، الذين يبذلون جهوداً مقدرة من تنمية وحماية ودعم الأسرة الإماراتية.
وقال معاليه، إن ملتقى أبوظبي الأسري الثالث يضطلع بدورٍ مهمٍ من أجل الأسرة الإماراتية مستلهماً الرؤية الحكيمة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، الرامية إلى ترسيخ قيم الذكاء المجتمعي والابتكار واستثمار الطاقات وتعزيز التلاحم المجتمعي، والتوعية حول الخدمات الحكومية وخاصة الرقمية الموجهة للأسر بكافة أفرادها وأوضاعها الاجتماعية وتطوراتها وتسهيل الوصول لها، والمساهمة في بناء علاقة ثقة تكاملية بين أفراد المجتمع والمؤسسات الحكومية والخدمية المختلفة أساسها الشفافية والمصداقية وتحمل المسؤولية والالتزام بالقوانين.
وأضاف معاليه، أننا في هذا الملتقى نثمن جميعاً حرص سمو "أم الإمارات"، على تعزيز جودة حياة كافة أفراد الأسرة والمجتمع، والاهتمام بهم وتعزيز مكانتهم وفق القيم والعادات والتقاليد الأصيلة وتوفير المقومات التي تحفز النشء على الإبداع والابتكار وحمايتهم من المخاطر وتسخير كل الإمكانات لسعادتهم وتأمين مستقبلهم، مؤكداً أن ملتقى أبوظبي الأسري الثالث، يتبنى التفكير الإيجابي كقيمة أساسية، وكذلك بناء مهارات الحياة، للوصول بالمجتمع خلال الخمسين عاما المقبلة إلى الصورة التي تصبو إليها قيادتنا الرشيدة بفكر متقدم ورؤية تدعم كافة تطلعاتها، الأمر الذي من شأنه تجسيد مفهوم الملتقى المجتمعي المتكامل الذي يستهدف كافة أفراد المجتمع، واضعاً في عين الاعتبار المحافظة على ديمومة الأسر واستقرارها للوصول لمجتمع قادر على مواجهة التحديات بروحٍ إيجابية ونظرة استشرافية للمستقبل.
وثمن معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، جهود مؤسسة التنمية الأسرية في تعزيز جودة حياة الأسرة في إمارة أبوظبي في سبيل الوصول بالمجتمع إلى بر الأمان من التماسك والتلاحم وفقاً لأعلى مستويات الرفاه الاجتماعي، مشيراً إلى الهدف الرئيس لملتقى أبوظبي الأسري الثالث المتمثل في تكثيف الجهود المُشتركة عبر نشر التوعية المجتمعية بأهمية الدور الإيجابي الذي يُحققه الملتقى من خلال المبادرات والبرامج العلمية والورش المتعددة في البحث العملي والروبوتات المتحركة وتقنية المعلومات، بالإضافة إلى التحديات المختلفة والتعرف على المنصات الرقمية، والعديد من الأنشطة الترفيهية والفنية والرياضية التي تعزز نمط حياة كافة أفراد المجتمع.
وأشاد معاليه، بجودة تنظيم ملتقى أبوظبي الأسري الثالث، وبالحضور الكثيف الذي يشهده الملتقى من كافة الفئات، والذي يُعد مؤشراً إيجابياً يعكس وعي المجتمع الذي حرص على التواجد والمشاركة في كافة فعالياته، خاصة فئة الشباب والأطفال التي يوليها الملتقى أهمية قصوى، وذلك بتعزيز مهاراتهم والتخطيط السليم لحياتهم المهنية، واختيار المسار التعليمي والمهني المناسب وفق توجهات الوظائف المستقبلية، والبحث عن الحلول الممكنة لتلبية احتياجات سوق العمل.
من جانبه، أعرب القاضي الأميركي فرانك كابريو، عن سعادته لتلبية الدعوة لحضور ملتقى أبوظبي الأسري الثالث الذي ينضوي تحت مظلة برنامج سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للتميز والذكاء المجتمعي، والذي يعقد في جزيرة الحديريات بأبوظبي ويستمر حتى 18 ديسمبر الجاري.
كما عبر عن سعادته بزيارة الإمارات، وأشاد بمعالمها وتوجيهات قيادتها الحكيمة وجهودها في تطوير الثقافة ونشر ثقافة التسامح.
وأكد كابريو، في كلمته خلال الملتقى، على دور القيم الأسرية لأنها تحدد هوية الأمم وتصقل شخصية الأفراد، كما أنها عماد المجتمع، وقال: إن تلك القيم التي تشمل الإيمان، والأمل، والشرف، والتصدق والولاء، تنطوي على أسس التعاطف والاحترام والكرامة.
وأضاف باجتماعنا هنا اليوم كمسؤولين حكوميين وكرؤساء أعمال دوليين علينا إدراك أنه من واجبنا غرس هذه القيم في جميع أفراد الأسرة، من صغيرها إلى كبيرها؛ وأكد أنه إذا تمكن قادة المجتمع من فعل ذلك، فسنستطيع تكوين مجتمعات حميدة.
وصرّح القاضي الأميركي، أن تواجده في أبوظبي خير دليل على انتشار تلك القيم التي يصدح صداها في أرجاء العالم، وتابع أنه رأى أمثلة لا تحصى عن التسامح والتعاطف خلال زيارته.
كما أشاد بدولة الإمارات، وقال إنها تقدم الفرص وتمهد الطريق لزوارها من أرجاء العالم الذين يبحثون عن حياة أفضل لأنفسهم ولأسرهم، مشيرا إلى أن تلك الفرص، بالإضافة إلى نظام التعليم المتقدم، لها دور رئيس برفع مستوى الأفراد وازدهار الدولة.
واختتم كابريو كلمته، بالتشديد على الضرورة على معاملة الجميع بمستوى الاحترام والتعاطف عينه، ونشر قيم الأخوة والتسامح لبناء مجتمعات متماسكة وروابط أسرية متينة.