ضمن الفعاليات الختامية لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، الأحد، استضافت الدورة الـ 41 من المعرض الكاتب الروائي السيريلانكي شيهان كاروناتيلاكا، الفائز بجائزة "بوكر" الأدبية البريطانية لعام 2022 عن روايته "أقمار مالي ألميدا السبعة" التي تدور أحداثها في العام 1990 خلال الحرب الأهلية في سيرلانكا.
الشارقة 24:
استضافت الدورة الـ 41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب ضمن فعالياتها الختامية، أمس الأحد، الكاتب الروائي السيريلانكي شيهان كاروناتيلاكا، الفائز بجائزة "بوكر" الأدبية البريطانية لعام 2022 عن روايته "أقمار مالي ألميدا السبعة" التي تدور أحداثها في العام 1990 خلال الحرب الأهلية في سيرلانكا، من خلال مصور حرب يحيى كشبح بعد وفاته ويحاول أن يدل أقاربه على صوره التي وثقت تلك الفظاعات في 7 ليال في عالم الموت، من خلال سرد خيالي فانتازي مليء بالأحداث.
عبّر شيهان كاروناتيلاكا، عن سعادته بالمشاركة في معرض الشارقة الدولي للكتاب في نشر الثقافة وفي التواصل الحضاري، كما تحدث عن روايته الفائزة وتجربته السردية وأهمية الرواية في تقديم رؤية للحياة وللتوثيق التاريخي وتقديم الرسائل المعرفية التي تفتح عيون المجتمع على نفسه، فقد كانت روايته الفائزة صورة لذلك من خلال الغوص في التاريخ السيريلانكي الحديث وأثر العنف السياسي والاجتماعي، أثناء سرد تاريخي منحه مساحة واسعة من الجرأة في قالب من التشويق، وقد وظف بعض اللمحات الفكاهية من خلال السرد أو الكوميديا السوداء عن المصوّر الحربي الذي يصحو في عالم بعد الموت، ويحاول معرفة من قتله.
وقال كاروناتيلاكا، الذي نشر بنفسه روايته الأولى تشينامان: أسطورة براديب ماثيو: "كانت هناك دروس يمكن تعلمها من المأساة التي وقعت في الحرب الأهلية السريلانكية، لكن التركيز كان أكثر على لعبة إلقاء اللوم. لذا فكرت، ماذا لو استطاعت الضحايا التحدث؟ ماذا يقولون؟ وهذه هي الطريقة التي شكلت بها القصة نفسها".
وأضاف، في حديثه عن قراء الرواية: "آمل أن يسأل القراء: هل حدث ذلك بالفعل؟ فأنا واثق أنهم سيجدون صعوبة في تصديق الأحداث التي وقعت في الحرب الأهلية المدمرة في سريلانكا 1983-2009"، متابعاً:"على الرغم من أن أحداث الرواية جرت في حياتي، إلا أن الحرب التي دامت 30 عامًا صارت تبدو وكأنها تاريخ قديم، وفي وقت سابق وأثناء معايشتها كنا نعتقد بأن هذا الصراع لن ينتهي أبدًا".
وفي رده على سؤال: كيف جاء اختياره لبطل الرواية أن يكون مصور حرب، قال: "بعد أن رأيت صور الحرب نفسها المعاد تدويرها على مر السنين، أدهشتني فكرة الصور الموجود وغير المعروضة، وفكرت إذا كان يمكن من خلالها تقديم قصة مختلفة أو تقدم دليلاً جديدًا على الأحداث الكارثية في تلك الفترة ".
وتحدث كاروناتيلاكا عن الأدب السيريلانكي، وعن الحضور العالمي، وأهمية هذا الحضور، كما تحدث عن الكتابة والتقنيات السردية وأوقات الكتابة، حيث أثار تساؤلات جمهور معرض الشارقة الدولي للكتاب، حول السرد والكتابة وآفاق الرواية السريلانكية والأدب الفانتازي ومميزات هذا اللون الأدبي ومقوماته الإبداعية والتحديات التي تواجه الكاتب والكتابة عموماً، وغيرها من الأسئلة التي أجاب عليها كاروناتيلاكا، الذي يعد ثاني سريلانكي يفوز بهذه الجائزة التي تمنح لأفضل رواية صادرة باللغة الإنجليزية، بعد مايكل أونداتجيز الذي حصل على بوكر في 1992 لروايته "المريض الإنجليزي".