الشارقة 24:
اختتمت "كلمات"، المؤسسة العالمية غير الربحية، التي أسَّستها الشيخة بدور القاسمي، رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، وتتخذ دولة الإمارات مقراً لها، حملتها الخيرية من أجل توفير الكتب لـ 2200 طفل في عدد من المؤسسات التعليمية والخيرية بالمملكة المغربية.
ومن خلال مبادرتي "تبنَّ مكتبة" و"أرى"، اللتين نظَّمتهما بالتعاون مع وزارة الخارجية الإماراتية، قدَّمت "مؤسسة كلمات" 1,500 كتاب متنوع في مختلف القطاعات المعرفية، حيث وفَّرت 1,100 من الكتب الميسَّرة للمكفوفين وضعاف البصر، و4 مكتبات محمولة تتضمن كل واحدة منها 100 كتاب، بهدف تزويد الأطفال اللاجئين والمحرومين بمصادر المعرفة التي تعينهم على إثراء مهاراتهم باللغة العربية.
مبادرتا "تبنَّ مكتبة" و"أرى"
وقدَّمت "مؤسسة كلمات" من خلال مبادرة "تَبَنَّ مكتبة" مكتبتين متنقلتين باللغة العربية للأطفال الدارسين في كل من المدرستين الحكوميتين الإمام مالك الحكومية، وأحمد الشرقاوي، المدرسة العريقة التي مضى على إنشائها أكثر من 100 عام.
بينما أطلقت مبادرتها الثانية "أرى"، التي تهدف إلى إتاحة القراءة للأطفال المكفوفين وضعاف البصر، عبر تزويدهم بالكتب التي يمكن قراءتها بطريقة "برايل" أو المطبوعة بأحرف كبيرة، فضلاً عن الكتب المسجلة صوتياً، والتي قدَّمت من خلالها 1,000 بالتعاون مع الجمعية المغربية لإدماج المكفوفين، فيما تلقت مؤسسة شرق-غرب مكتبتين متنقلتين بواقع 200 كتاب، و100 كتاب ميسّر لضعاف البصر.
رسالة سامية
وقالت آمنة المازمي، مديرة "مؤسسة كلمات": "نشعر بالفخر إزاء تعاوننا مع المؤسسات التعليمية المغربية، التي تؤدي عملاً بالغ الأهمية للارتقاء بثقافة الفئات التي تحتاج إلى دعم لمتابعة مسيرتها المعرفية، فمن خلال تزويدها بالكتب والمواد التعليمية فإننا نكرِّس رسالتنا السامية في خدمة الأطفال اللاجئين والمكفوفين في منطقتنا العربية وحول العالم".
وأضافت: "تعدّ هذه الحملة جزءاً لا يتجزأ من استراتيجيتنا الجديدة لتغطية أجزاء أكبر من القارة الإفريقية، ويسعدنا كثيراً أن نوفر كتباً عالية الجودة لمزيد من الأطفال ضمن دائرة الجهات المستفيدة، راجين أن تلهمهم القصص التي تركناها لهم وتحفِّزهم على الإيمان بأحلامهم، والتحلي بالجرأة لتوظيف إمكاناتهم الكاملة في إثراء مجتمعاتهم باعتبارهم جزءاً أساسياً منها".
وتابعت: "نؤمن بقدرة القصص على إطلاق الإمكانات البشرية الحقيقية، وقد وضعت قيادتنا الحكيمة التثقيف ونشر العلم والمعرفة في صدارة أسس التنمية المستدامة. ونظراً لإيماننا العميق بهذا، أطلقنا مبادرتي "تَبَنَّ مكتبة" و"أرى" لضمان حق الأطفال بالقراءة والحصول على مصادر الثقافة والمعرفة بجميع أشكالها".
برامج اجتماعية وتعليمية
من جانبها، أشارت ساندرا فلورز، مسؤولة الحماية في مؤسسة شرق-غرب، أن التعليم يلعب دوراً محورياً في نمو الأطفال اللاجئين، فهو يساعدهم على التمتع بحياة سعيدة، ومن خلال الكتب يتعرفون على وجهات نظر متنوعة، تفتح أمامهم آفاقاً جديدة، مؤكدة امتنان المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على المبادرة الكريمة لمؤسسة كلمات، وتوفيرها الكتب التي ستقدم للأطفال اللاجئين الذين لا يتكلمون اللغة العربية، والتي تعد فرصة ثمينة للوصول إلى الأدوات اللازمة لتعلم اللغة العربية، وهي اللغة الرسمية في الدول التي تستضيفهم، وبالتالي تساعدهم على الاندماج الاجتماعي في الدول المضيفة.
سرد القصص
وتضمنت زيارة مؤسسة كلمات إلى المغرب سلسلة من جلسات سرد القصص وورش العمل لترسيخ مكانة الكتب من خلال إشراك الأطفال في القراءة والأنشطة ذات الطابع القصصي، وإعطائهم الفرصة للتفاعل معها.
ورافقت ريم جاسم، مديرة المبادرات الخاصة في مؤسسة كلمات، مجموعة من الأطفال في مؤسسة شرق-غرب، بقراءتها قصة "جوارب أمّي العجيبة" لمؤلفتها ميثاء الخياط، وهي قصة مبسطة ولطيفة تعكس قدرة الأطفال على التفكير والاستنتاج. إضافة إلى جلسة أخرى لطلاب الجمعية المغربية لإدماج المكفوفين، حيث استحوذت على مخيلة الأطفال بسردها الشيق لقصة "فلفوش ضيع ذاكرته" بقلم ري عبد العال.
وفي مدرسة أحمد الشرقاوي ومدرسة الإمام مالك، قرأت ياسمين كعكيبي قصة "أفضل صديقين"، التي تسعى إلى غرس السلوكيات القويمة وترسيخ الشعور بالمسؤولية لدى الأطفال.