بحضور عدد من الأديبات والمهتمات بالشأن الثقافي، نظم ملتقى أديبات الإمارات السابع، جلستين في المقهى الأدبي بالشارقة، الجلسة الأولى بعنوان "هي بين الكتابة والنشر"، والثانية بعنوان "الأدب والذكاء الاصطناعي".
الشارقة 24:
يواصل المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، جلسات ملتقى أديبات الإمارات السابع، حيث تم تنظيم جلستين في المقهى الأدبي بالشارقة، الجلسة الأولى بعنوان "هي بين الكتابة والنشر"، شاركت فيها الكاتبة والناشرة أميرة بو كدرة، والكاتبة والناشرة شيماء المرزوقي، وأدارت الجلسة الكاتبة والإعلامية عائشة الرويمة.
حضر الجلسة عدد من الأديبات والمهتمات بالشأن الثقافي منهن نجيبة الرفاعي، أسماء الزرعوني، عائشة العاجل، والشاعرة حمدة خميس، وصالحة غابش، وغيرهن، وعدد من طالبات جامعة القاسمية.
وبدأت الرويمة الندوة قائلة: "نلتقي اليوم في ندوة اعتبرها الجسر الثقافي لمستقبل الأدب الإماراتي، حيث تحمل الندوة عنواناً مهماً ألا وهو "هي بين الكتابة والنشر" نتحاور مع أديبات دخلن عالم النشر بعمق وسعة عمق الكتابة وسعة النشر".
وطرحت الرويمة عدة محاور وتساؤلات خلال الندوة، منها: بما أننا نتحدث اليوم عن النشر.. فهل كانت الكتابة باباً لدخول تجربة النشر؟
حيث أجابت بو كدرة قائلة: "كوني كاتبة فمن الطبيعي أن أحمل هم النشر أكثر، لأني أقدر قيمة الكلمة وأبحث عن الكاتب المبدع، وهدفنا من خلال دار "غاف" للنشر أن ننهض بالثقافة الإماراتية".
بينما تحدثت المرزوقي قائلة: "بالنسبة لي، هاجس صناعة الكتاب، بات منذ اليوم الأول المحرك الرئيسي، كوني أصبحت جزءاً من هذه الصناعة من خلال الكتابة والتأليف".
وأكدت المرزوقي أنها رغبت بدخول عالم النشر وقررت المبادرة بتأسيس دار "التفرد" للنشر، بسبب عدد من التجارب مع دور النشر التي تولت طباعة ونشر كتاباتها، حيث عانت من شح المعلومات المتعلقة بالتوزيع، وعدم قدرتها على الاحتفاظ بحقوقها كمؤلفة.
وانتقلت الرويمة لمحور آخر وهو: كيف تثري تجربة الكتابة العمل في مجال النشر؟
حيث أكدت المروزقي أن الكتابة هي العمود الرئيسي في صناعة الكتب، وفي مجال النشر بصفة عامة.
بينما أكدت بو كدرة أن الكتابة بالطبع هي التي تثري عملية النشر، مشيرةً ومؤكدةً على قوة عمليات النشر في دولة الإمارات بسبب توفر كافة الامكانات والمواد والأجهزة المتطورة والتسهيلات لإصدار الكتب، وأضافت قائلة: "نحن محظوظون بتواجدنا على أرض دولة الإمارات التي تقدم كل أشكال الدعم لنا".
وتساءلت الرويمة عن توفر مواد خام لهذه الصناعة، من كتابات مبدعة وأقلام مميزة، وأكدت بو كدرة أن هناك الكثير من الكتابات المبدعة التي تنتظر فرصتها للنشر والوصول للقراء، وقالت:" نبحث باستمرار عن الأقلام الجديدة الواعدة، ونمنحها الفرصة للنشر من خلال الدار، كما أننا لا نتردد في نشر أي ابداعات حتى لو لم تكن جديدة، ومنها مثلا كتابات الشاعر الإماراتي الراحل محمد بن حاضر، والذي حرصنا على نشر كتاباته تقديراً لأهميتها ورغبة منها في أن تصل للجميع".
وأكدت المرزوقي ضرورة أن نتعامل مع كل كتاب نصدره على أنه كتاب عالمي سيصل للجميع ولابد وأن يفهمه الجميع، لذا علينا أن نختار المحتوى بدقة وهذا ما نعمل عليه من خلال الدار.
وانتقلت الرويمة إلى محور آخر، بخصوص كتب الأطفال، حيث أكدت بو كدرة حاجتهم لرسامات متخصصات برسومات قصص الأطفال، مؤكدةً أهمية الرسوم المعبرة والجاذبة للطفل، وهذا ما أكدته المرزوقي التي قالت: "80% من قصص الأطفال تعتمد على الرسومات، ومع ذلك لابد وأن نشير إلى أهمية الكتابة للطفل، ومدى صعوبتها، فليس من السهل التقرب من مستوى تفكير الطفل والكتابة له لتكون الكلمات فعلاً مؤثرة فيه وقريبة منه".
وتساءلت الرويمة في المحور الأخير من الجلسة حول المفهومات الحديثة كالذكاء الاصطناعي وتوظيفها في الكتابة، حيث أكدت بو كدرة انحيازها التام للكتاب الورقي، مؤكدةً أنه من المفيد استخدام الذكاء الاصطناعي في الأنشطة المرتبطة بالقراءة، ولكن لا يمكن أن تصبح بديلاً عن الكتاب، بينما أكدت المرزوقي أن الذكاء الاصطناعي يخدم الكاتب اليوم من خلال تسهيل عمليات التصميم والنشر للكاتب.
وتم فتح باب الحوارات في نهاية الجلسة، حيث أشارت الشاعرة حمدة خميس إلى الهم الذي يعيشه الكاتب في ظل اعتبار صناعة الكتب تجارة لتحقيق الربح فحسب دون النظر إلى حقوق الكاتب، مؤكدةً أنه من الخطأ أن يدفع الكاتب ثمن بضاعته وأن يطلب منه دفع تكاليف الطباعة دون أن يكون له أي حقوق، وهذا ما أكدت عليه الكاتبة أسماء الزرعوني، لتؤكد بوكدرة والمرزوقي أن هذه السلبيات واجحاف حقوق الكاتب كانت سبب حرصهما على تأسيس دور نشر تحرص على حقوق الكاتب.
وختمت الرويمة الجلسة الأولى مؤكدةً ضرورة أن يعرف الكاتب حقوقه، وعلى أننا نريد استعادة زمن تقدير الابداع والحفاظ على قيمته.
ومن ثم عقدت الجلسة الثانية بعنوان "الأدب والذكاء الاصطناعي"، حيث أدارت الجلسة الأديبة صالحة عبيد حسن، وشاركت فيها مجموعة من الأديبات والمهتمات بالشأن الثقافي، منهن د.بديعة الهاشمي، د.مريم بيشك، الكاتبة أمل فرح، والكاتبة والأستاذة الجامعية شمس الإسلام حالو، وعائسة العاجل وغيرهن.
حيث بدأت صالحة عبيد حديثها قائلة: "يتجه العالم فيما يتجه بخطوات سريعة نحو فكرة المستقبل الكامل، تلك التي توظف كافة الامكانات التكنولوجية والعلمية لخدمة مجتمعات متطورة مرفهة، صحية تستكمل العمل على مفهوم الحضارة، ولعل أبرز هذه الخطوات هي خطوة الاتجاه نحو الذكاء الاصطناعي وتوظيفه أو تأهيله لنتحرى الدقة، ليكون فاعلاً في كل مجالات الحياة الانسانية، التي يأتي الابداع لكي يكون بطبيعة الحال جزءاً منها، متقاطعاً معها وطارحاً كما هو الحال الفكرة المبدعة والسؤال الحيوي...هل فعلاً يتقاطع الابداع مع الذكاء الاصطناعي؟ هل يخدمه أو بالعكس يضعف وجوده؟
وأكدت د. بديعة الهاشمي قائلة: "مفهومنا التقليدي عن الأدب والشعر وكافة أشكال الثقافة..أنها تنبع أساساً من المشاعر والأحاسيس، وتعكس تجارب وأفكار الكاتب، وقد نتفهم تطور العصر الحالي واتجاهنا بسرعة نحو كافة أشكال التكنولوجيا، ولكن بالمقابل قد نجد الكثيرين بين مؤيد ومعارض لفكرة أن يؤلف الروبوت قصائد شعرية".
واستعرضت الهاشمي بعض هذه القصائد مؤكدة على خلوها من الأخطاء اللغوية وسلامتها نحوياً كون من كتبها هو روبورت تم تلقينه بالمعلومات كاملة مسبقاً، ولكننا نلاحظ خلوها من المشاعر المعتادة في القصائد".