في كلمة له أمام المصلين في المسجد الكبير "نور سلطان" بكازاخستان، أكد فضيلة الإمام أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، أن ما يروج له بين الشباب من أن الأديان سبب الحروب، وأن التحرر من الدين هو الضامن للسلام بين الشعوب، مقولة كاذبة.
الشارقة 24 – وام:
أكد فضيلة الإمام أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، أن ما يروج له بين الشباب من أن الأديان سبب الحروب، وأن التحرر من الدين هو الضامن للسلام بين الشعوب، مقولة كاذبة، وفِرْية يدفع العالم ثمن تصديقها الآن، من حروب ورعب وخوف من المجهول، يفتقد فيه أي رصيد يحميه من إراقة الدماء خارج صندوق الدين.
وأعرب في كلمة له أمام المصلين في المسجد الكبير "نور سلطان" بكازاخستان، بحضور الرئيس الكازاخي السابق، نور سلطان نزارباييف، وعدد من القيادات الدينية الذين حرصوا على أداء صلاة الجمعة مع فضيلته عن سعادته بزيارة كازاخستان، وتقديره لما لمسه من رئيسها وشعبها، من حفاوة استقبال وكرم ضيافة، معرباً عن اعتزازه بالحديث مع الشباب أبناء الشعب الكازاخي، وشرفه بالتتلمذ على تراث علماء المسلمين الأوائل في كازاخستان، الذين سطعوا في سماء العالم الإسلامي منذ فجر الإسلام واستمرَّ قرونًا طويلة في تاريخه المجيد، وفي مقدمتهم الفيلسوف الكبير أبو نصر الفارابي، مشيراً في الوقت ذاته إلى القائد العظيم، الظاهر بيبرس، الذي عرفه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها قائداً مغواراً، رَدَّ عن الإسلام والمسلمين وعن الحرمين الشريفين كيد الأعداء والمتربصين.
وبَيَّنَ شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين في كلمته للمصلين، وبالأخص الشباب، أن الأمل بعد الله تعالى معقود عليهم في إحياء هذا التراث، وإعادة نشره، مع ترسيخ الأخوة الإسلامية بينهم وبين أقوامهم، والدعوة إلى الأخوة الإنسانية بينهم وبين غيرهم من سائر عباد الله.
واستنكر الإمام الأكبر اقتران بعض الحروب على مر التاريخ باسم الدين، وإراقتها لدماء الناس تحت لافتته، مؤكدًا أن الدين لم يُبِحْ قتل الأنفس وسفك الدماء، وأن ما حدث إنما هو اختطاف لراية الدين لتحقيق أغراض هابطة يرفضها الدين نفسه وينكرها أشد الإنكار.