أحيت الولايات المتحدة، اليوم الأحد، ذكرى ضحايا اعتداءات 11 سبتمبر 2001، التي أسفرت عن مقتل نحو ثلاثة آلاف شخص، وغيَرت "مسار تاريخ أميركا"، كما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن.
الشارقة 24 – رويترز:
استدعى الرئيس الأميركي جو بايدن، ذكرى التصدي الأميركي الموحد لهجمات تنظيم القاعدة الإرهابي، في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، وتعهد في احتفال مهيب أُقيم، اليوم الأحد، في مقر وزارة الدفاع "البنتاغون"، بأن الولايات المتحدة لن تستسلم أبداً في مواجهة التهديدات الإرهابية.
وتتناقض التصريحات التي أدلى بها بايدن، عن الوحدة الوطنية في الذكرى الحادية والعشرين للهجمات، مع تحذيراته في الأيام الماضية من انقسامات خطيرة في المجتمع الأميركي، من بينها أن بعض الجمهوريين الذين يؤيدون جدول أعمال الرئيس السابق دونالد ترامب يمثلون خطراً على الديموقراطية.
وأضاف بايدن، بينما يهطل المطر على أفراد القوات الذين يقفون خلفه، وبجواره وزير دفاعه وكبير جنرالاته، آمل أن نتذكر أننا في خضم تلك الأيام السوداء أمعنا النظر، وكنا نهتم ببعضنا البعض، ووقفنا صفاً واحداً.
ولقى زهاء ثلاثة آلاف حتفهم في الهجمات، عندما قاد خاطفون ينتمون إلى تنظيم القاعدة الإرهابي، طائرات صدمت برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، وإلى مبنى البنتاغون في أرلينجتون بولاية فيرجينيا، في حين تحطمت طائرة رابعة في بنسلفانيا.
وتغلب ركاب رحلة شركة يونايتد إيرلاينز رقم 93 على الخاطفين، وسقطت الطائرة في حقل مما منع إصابة هدف آخر.
وتأتي الذكرى بعد عام من النهاية التي قررها بايدن للحرب التي قادتها الولايات المتحدة في أفغانستان منذ عقدين، لاجتثاث تنظيم القاعدة المتطرف الذي نفذ هجمات 11 سبتمبر، انطلاقاً من أفغانستان.
وانتقد أعضاء في الحزبين الديموقراطي والجمهوري، الانسحاب الفوضوي للقوات الأميركية من أفغانستان، الذي نفذه بايدن العام الماضي، متسبباً في سقوط سريع للبلاد في أيدي زعماء طالبان.
لكن بايدن تعهد بأن الحرب على الإرهاب ستستمر، وقال لن نخلد إلى الراحة، ولن ننسى أبداً، ولن نستسلم أبداً.
وفي الشهر الماضي، سمح بايدن بضربة جوية نفذتها طائرة مسيرة قتلت زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وهو طبيب مصري رصدت الولايات المتحدة 25 مليون دولار، لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى مقتله، وكان الظواهري قد ساعد في تنسيق هجمات 11 سبتمبر.
وأثار الإعلان عن وجود الظواهري في أفغانستان، تساؤلات عن درجة الحماية التي توفرها طالبان لتنظيم القاعدة.
وحذر مسؤولون عسكريون أميركيون ومن المخابرات، من أن انسحاباً أميركياً كاملاً من أفغانستان، يمكن أن يتيح للقاعدة ولتنظيم "داعش" الإرهابيين، التماس القوة وأن يبقيا دون رادع ليتآمرا من جديد على الولايات المتحدة.
ويؤكد بايدن وآخرون، أن خطر الإرهاب انتشر في أنحاء العالم خلال السنوات التي تلت هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وأن هناك وسائل أنسب من عمليات الانتشار العسكري المفتوحة والحرب لمكافحته.
وأكد بايدن، التزامنا بمنع هجوم آخر على الولايات المتحدة لا نهاية له.
وحضرت السيدة الأولى جيل بايدن، احتفالاً في بنسلفانيا، اليوم الأحد، في حين حضرت كمالا هاريس نائبة الرئيس وزوجها احتفالا في نيويورك.
ووقف الحضور دقيقة حداداً في نيويورك، بعد قرع جرس مع حلول توقيتات الأحداث الرئيسية كسقوط برجي مركز التجارة العالمي.
وانتظرت أسر ضحايا الحادي عشر من سبتمبر، سنوات لترى تقديم العديد من الأشخاص المتهمين بالتخطيط للهجمات ومساعدة الخاطفين إلى العدالة والحكم عليهم ومن بينهم خالد شيخ محمد، العقل المدبر للهجمات، وأربعة آخرون مسجونون في القاعدة العسكرية الأميركية في خليج غوانتانامو في كوبا.
وأعلن بايدن للصحافيين قائلاً: نعم، هناك خطة لمحاسبة المتآمرين، لكنه رفض الإدلاء بمزيد من التصريحات.