لاشيء يدوم على حاله طويلاً في هذه الحياة، أو يطول مجده لسنين، هكذا بدأ سجاد إيران العصري يسحب البساط من تحت أقدام التقليدي المنمق، ففي مواجهة منافسة دولية متنامية، يتم تدريجاً الابتعاد عن الأعمال التقليدية ذات الزخارف الزهرية الشكل، لصالح تصاميم هندسية عصرية أصغر حجماً وأقل كلفة.
الشارقة 24 – أ.ف.ب:
بهدوء وتأنٍّ، تحيك "ثورة" صغيرة عَقدَها في تقاليد السجاد الإيراني المنسوج يدوياً، ففي مواجهة منافسة دولية متنامية، يتم تدريجاً الابتعاد عن الأعمال التقليدية ذات الزخارف الزهرية الشكل، لصالح تصاميم هندسية عصرية أصغر حجماً وأقل كلفة.
وبعد توقف لعامين بسبب حائجة كوفيد-19، شهدت طهران في أغسطس معرضها السنوي للسجاد اليدوي، بمشاركة زهاء 400 عارض من مختلف أنحاء الجمهورية الإسلامية.
وأتى المعرض في وقت تشهد إنتاجات تقليدية من شيراز وتبريز وقم وأصفهان، منافسة حادة من منتجين للسجاد في الهند والصين وحتى تركيا.
إلا أن أحد عظيم زاده الذي يقدّم نفسه كـأكبر مصدّر للسجاد الفارسي في العالم، يؤكد أن السجاد اليدوي الذي تعود تقاليده إلى قرون خلت، بات يشهد تحوّلات للتأقلم مع الواقع.
ويوضح التاجر البالغ 65 عاماً أن ثورة تحصل حالياً.
ويضيف بالطبع، للسجاد التقليدي زبائنه، إلا أن المستقبل للسجاد العصري المحاك يدوياً.
ويؤكد عظيم زاده أن الزخارف التقليدية للسجاد الإيراني تعود إلى آلاف الأعوام، لكن اليوم نشهد طلباً متزايداً على الأشكال المعاصرة التي تتناسب أكثر مع المنازل الحديثة.
ورغم ذلك، تبقى السجادات التقليدية طاغية في جناح عظيم زاده الذي يرجّح تغيّر الوضع في الأعوام المقبلة.
ويقول مدير المبيعات في "إيران كاربت كومباني" مهدي جمشيدي إن الشركة التي تأسست قبل أكثر من 85 عاماً "بدأت إنتاج سجاد ذات زخارف حديثة قبل نحو عام، لكن ذلك لا يمثّل سوى 5% من إنتاجنا".
ويرى الرجل البالغ 54 عاماً أن الإقبال على التصاميم الحديثة هو موضة، وكما كل موضة، سينقضي وقتها، ويشدد على أن القطع الحديثة جيدة لتزيين المكاتب لا أمكنة العيش.