دائماً ما تشهد العلاقات الإماراتية الفرنسية زخماً كبيراً على كافة الأصعدة على مدار تاريخ البلدين حيث يمتد ذلك إلى المجال الرياضي، الذي يعد من أبرز ملامح العلاقات الثابتة، والمتبادلة بين البلدين الصديقين.
الشارقة 24 – وام:
تشهد العلاقات الإماراتية الفرنسية زخماً كبيراً على كافة الأصعدة على مدار تاريخ البلدين، ويمتد هذا إلى المجال الرياضي الذي يعد من أبرز ملامح العلاقات الثابتة والمتبادلة بين البلدين الصديقين.
ودائماً ما يكون الحضور المتبادل بين الإمارات وفرنسا جلياً في مختلف الأحداث الرياضية على أرض البلدين.. وتستضيف الإمارات على مدار العام زيارات متعددة من نجوم وأساطير الرياضة والكرة الفرنسية الحاليين والسابقين مثل زين الدين زيدان، وكيليان مبابي، وكريم بنزيما، ويوري جوركاييف ومايكل سيلفستر، وغيرهم.
وتتعدد أهداف نجوم وأساطير الرياضة الفرنسية في هذه الزيارات بين الترفيه أو المشاركة في مختلف الأحداث الرياضية العالمية التي تستضيفها الإمارات مثل مؤتمر دبي الرياضي الدولي، والذي شهد على مدار سنوات عديدة حضوراً لافتاً من أساطير الكرة الفرنسية، كما توج مبابي في العام الماضي بجائزة أفضل لاعب في العالم من جلوب سوكر بدبي.
وكما يترقب العالم كله دورة الألعاب الأولمبية القادمة "باريس 2024"، تتجه أنظار الرياضة الإماراتية إلى هذا الحدث بترقب وشغف كبيرين، ما تمثل مؤخراً، في قيام الهيئة العامة للرياضة بتحديد 5 رياضات ذات أولوية.
ويهدف القرار إلى أن يكون لهذه الرياضات الاهتمام والعناية لوضع رياضة الإمارات على خريطة الرياضة العالمية بما تستحقها بدءاً من "أولمبياد باريس" وهو ما تبعته اللجنة الأولمبية الوطنية بتوقيع اتفاقية المنحة الأولمبية المقدمة من لجنة التضامن الأولمبي لـ 7 رياضيين من 4 اتحادات مختلفة لإعدادهم وتأهيلهم للمشاركة في أولمبياد باريس بالصورة اللائقة واللازمة.
وعلى مدار 6 شهور متتالية، في معرض "إكسبو 2020 دبي"، حظي جناح فرنسا، باهتمام ومتابعة وحضور منقطع النظير، خاصة بعدما تضمن قسماً كبيراً للترويج للحدث الرياضي الأولمبي التاريخي المنتظر.
وتحولت صالة عرض المشروع الأولمبي بالجناح الفرنسي، إلى محطة مبهرة للزوار، شهدت توظيف التقنيات الحديثة لإبراز الرؤية الفرنسية التي يتبناها أولمبياد باريس 2024، وكذلك التعريف بالقرية الأولمبية، والأماكن التي تحتضن كافة منافسات الحدث العالمي.
وعلى صعيد الرياضات المختلفة، كان التعاون والحضور المتبادل بين البلدين الصديقين مشهوداً في مختلف المحافل الكبرى، وكان أبرزها في الأولمبياد الخاص العالمي "الإمارات 2019".
واحتضنت الإمارات هذا الحدث بكل اقتدار، وشاركت فيه فرنسا ببعثة كبيرة قوامها 85 لاعباً ولاعبة في 10 رياضات، وأعلن حينها البطل الأولمبي الفرنسي آلان برنار دعمه لمنتخبات بلاده وانضمامه للحدث كسفير لها.
وعلى الأراضي الفرنسية، كان لسباقات كأس صاحب السمو رئيس الدولة للخيول العربية الأصيلة، دور في إعادة الأنشطة الرياضية في فرنسا، بعد توقفها بسبب جائحة كورونا.
وأقيمت فعاليات النسخة الـ 27 من سلسة السباقات على مضمار "دوفيل".
ولم تكن هذه هي المرة الأولى بل الرابعة على التوالي التي تقام فيها منافسات السباق، على المضامير الفرنسية؛ بواقع مرتين الأولى في مضمار "لونج شامب" في باريس، ومرتين على مضمار "دوفيل"، لتتواصل سلسلة السباقات على المضامير الفرنسية حتى النسخة الـ 29.
وحظيت كرة القدم بالقدر الأعظم من التعاون والاهتمام، والاستعانة بالخبرات الفرنسية سواء على صعيد المدربين لمنتخباتنا الوطنية أو فرق الأندية، أو على صعيد اللاعبين المحترفين الأجانب.
وعلى مدار تاريخ منتخبنا الوطني، قاد 5 مدربين فرنسيين الفريق، وكان أبرزهم برونو ميتسو خلال الفترة من 8 أغسطس 2006 إلى 6 سبتمبر 2008، كما قاد الراحل ميتسو فريقي العين والوصل.
وقاد ميتسو منتخبنا الوطني للقبه الأول ببطولة كأس الخليج "خليجي 18" في عام 2007، كما قاد العين لأهم إنجاز وهو لقب دوري أبطال آسيا 2003.
ومن بين المدربين الفرنسيين أيضاً هنري ميشيل الذي تولى تدريب منتخب الإمارات من 16 أغسطس 2000، إلى 18 مايو2001، وجون جودار في 2004، كما تولى تدريب منتخب الشباب لمدة عام، وكذلك دومينيك باثيني الذي درب المنتخب لفترتين الأولى من 2005 إلى 2006، والثانية من 2006 إلى 2008.
وعلى مستوى الأندية، شهدت مسابقة الدوري العديد من المدربين الفرنسيين كان أحدثهم جريجوري دوفرنيس، والذي بدأ علاقته بالإمارات منذ كان لاعباً في بفريقي "شباب الأهلي" واتحاد كلباء، وواصل مسيرته حتى أصبح مدرباً لفريق المراحل السنية في نادي الوحدة ثم مدرباً للفريق الأول.
كما قاد المدرب الفرنسي لوران بانيد فريقي الوصل والظفرة، وصعد بالظفرة من دوري الأولى، وتولى آلان بيران تدريب فريق العين في 2004.
ومن أبرز اللاعبين الفرنسيين الذين انضموا للدوري الإماراتي، المهاجم ديفيد تريزيجيه لفريق بني ياس في 2011، وعيسى جرجيوري الذي لعب لأكثر من 9 مواسم مع عدة أندية إماراتية بداية من 2006، ولاسانا ديارا لنادي الجزيرة في 2017.
وكانت فرنسا مسرحاً لأحد أبرز إنجازات الرياضة الإماراتية ممثلة في فوز فريق "الإمارات" للدراجات بلقب طواف فرنسا لنسختين متتاليتين في 2020 و2021، بجانب مشاركاته المتعددة بالطواف والعديد من السباقات في فرنسا.
وفي ظل الاهتمام الإماراتي بالرياضة النسائية، والدعم المقدم لها في مختلف الرياضات، حرصت الحكومة الفرنسية على تأكيد دعمها لذلك أيضاً، وحرصت وزيرة الرياضة الفرنسية روكسانا كاراسينونو، العام الماضي على توجيه الدعوة لوفد منتخب الإمارات للسيدات لكرة القدم لحضور مأدبة غداء رسمية في الجناح الفرنسي بإكسبو 2020 دبي، وجاء ذلك في جلسة ودية لبحث تجربة سيدات الإمارات في خوض منافسات لعبة كرة القدم، وتطورها بشكل سريع وإيجابي.