بحث مجلس وزارة الداخلية الرمضاني الثالث والأخير، موضوع "التحفيز الإيجابي واستدامة التطوير"، بحضور معالي حصة بنت عيسى بوحميد وزيرة تنمية المجتمع، وبمشاركة البروفيسور نيكولاس كريستاكيس، والكاتب كريك أشلي.
الشارقة 24 – وام:
ناقش مجلس وزارة الداخلية الرمضاني الثالث والأخير، ضمن دورة المجالس الحالية موضوع "التحفيز الإيجابي واستدامة التطوير"، حيث تحدث البروفيسور نيكولاس كريستاكيس في موضوع التأثير الاجتماعي على الصحة وجودة الحياة، فيما تحدث الكاتب كريك أشلي في موضوع "تحقيق الأهداف الشخصية والمحافظة على التطوير المستمر".
وحضر المجلس، معالي حصة بنت عيسى بوحميد وزيرة تنمية المجتمع، وفايق ميشيل حجازين مدير عام وكالة الأنباء الأردنية ضيف المجلس، وعدد من القيادات الشرطية ومن المسؤولين الحكوميين إلى جانب جمهور غفير.
وتناول المجلس الرمضاني الثالث، سبل وأهمية التحفيز الإيجابي، وبناء منظومة السعادة في المجالات كافة، ودور التخطيط وبناء الأهداف في تحقيق التطوير المنشود والحفاظ على المنجزات والريادة والتميز، وشارك الحضور في مناقشات المجلس من خلال الدردشة التفاعلية وتقديم الأسئلة مباشرة للمحاضرين حول المحاور التي تم طرحها بالمجلس.
تحدث في المجلس، البروفيسور نيكولاس كريستاكيس الذي درس في جامعتي هارفرد وبنسلفانيا، ويعمل حالياً كباحث في جامعة ييل، وعُرف بأبحاثه عن التكنولوجيا والعلوم البيولوجية الاجتماعية والاقتصادية وتأثيرها البيولوجي على صحة الأشخاص والتفكير والسلوك البشري، وتم اختياره من قبل مجلة تايم في قائمتها السنوية لأكثر 100 شخص تأثيرًا في العالم عامي 2009 و 2010، كما أدرجته مجلة فورين بوليسي في قائمتها السنوية لأفضل 100 مفكر عالمي، وقدم أكثر من 200 بحث علمي والعديد من المؤلفات.
وأكد البروفيسور الأميركي، أهمية تعزيز جودة الحياة والاستخدامات الحديثة للتقنيات وأهميتها للتطور البشري، مع ضرورة التوازن في أولويات الإنسان بين الصحة والوقاية والحياة الاجتماعية، وتطرق إلى الأزمات الصحية التي واجهت العالم وتواجهه حالياً من بينها جائحة كورونا "كوفيد-19" التي تؤثر على صحة الإنسان مادياً ونفسياً وجسدياً، إلى جانب تداعيات مجتمعية قد تمتد لبعد الجائحة، مؤكداً أننا نشهد نهاية هذه الجائحة كمرحلة، ولكننا سنتعامل مع تأثيراتها لمدى أبعد.
وأضاف أنه كان من الممكن أن نشهد الأسوأ ومن المهم الحفاظ على طرق مستدامة في العناية والاهتمام الفردي والمجتمعي وبناء منظومات صحية أكثر مرونة في التعامل مع التحديات المستقبلية، ومن المهم على الإنسان تعزيز مناعته الشخصية والجسدية من خلال الغذاء الصحي وممارسة الرياضة، مؤكداً أنه يجب العمل العابر للحدود والتعاون الدولي المشترك في سبيل تجاوز التحديات التي تواجه البشرية.
كما تحدث الكاتب والمتحدث في مجال التدريب التحويلي وتطوير الذات كريك أشلي، وهو أحد المتحدثين الأكثر ديناميكية والمعلمين الملهمين، عرف بمقدرته على مساعدة الآخرين في تغيير حياتهم والوصول لأهدافهم، وهو مؤلف كتاب كيف يستجيب الحب الذي يعد من أكثر الكتب مبيعاً، وقدم العديد من المؤتمرات والمحاضرات بالتفكير الإيجابي والذكاء الوجداني وأهمية خلق أفكار رابحة إيجابية متسقة وكيف تتحكم بشكل كامل في العواطف والسلوك تحقيقاً للسعادة وجودة الحياة.
وأكد الكاتب أشلي، في حديثه بالمجلس، على أن الإنسان في تعلم مستمر وتطور دائم وذلك من خلال بناء وتعزيز المهارات والقدرات القائمة على بناء أهداف واضحة وقابلة للتحقيق، مشيراً إلى أن تحقيق الأهداف خطوة تدفعنا للأمام لتحقيق المزيد من الإنجازات والنجاحات وفق خطط علمية ومنهجية قائمة على مواكبة التغيرات والحفاظ على مستويات الإدراك والتعلم الدائم من التجارب الناجحة والفاشلة.
كما أكد أن الأهداف تنطبق على مستويات البشر بمختلف جنسياتهم وفئاتهم، فالإنسان في كل مكان له نفس الغايات والمصالح، وقال إن معادلة النجاح تتلخص في إعادة اكتشاف البشر لأنفسهم وبناء الثقة بالنفس وذلك من خلال عقل منفتح وتطوير القدرات، والعمل المكثف المنتج ومن التعليم وتطبيق التعليم وبناء الأهداف وفق معايير بسيطة يمكن تحقيقها ثم تأتي مرحلة المراجعة والتدقيق في كل مرحلة من مراحل تحقيق الأهداف ويجب تخصيص الوقت الكافي والمادة اللازمة لتحقيقها إلى جانب بناء شبكة مترامية من العلاقات.
وجاءت مجالس وزارة الداخلية الرمضانية، بتنظيم من مكتب ثقافة احترام القانون بالإدارة العامة لحماية المجتمع والوقاية من الجريمة، بالتنسيق مع الجهات المعنية بالوزارة وتحدث فيها خبراء عالميون حول عدد من القضايا المتعلقة بتعزيز جودة الحياة في المجتمعات وعدد من المواضيع الحيوية المستقبلية المرتبطة بالتحولات الرقمية وأمن المعلومات والاستعداد للمستقبل.