جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,

الرّسوب ليس فشلاً على كلّ حال

صورة بعنوان: الرّسوب ليس فشلاً على كلّ حال
download-img
قد يرسب الإنسانُ في مسيرة دراسته مرّة وربّما مرّات، ولكن ما الضّير في ذلك؟ فالضّربة التي لا تقصم الظّهر ستُقوّيه، ولا شكّ أن مستواه في المرّة الثّانية سيكون أحسنَ منه في المرّة الأولى، ومع كلّ مرّة يُكرّر فيها التّجربة؛ فهو يقتربُ من النّجاح خُطوة.
وها هو إديسون مُخترع الكهرباء يترك المدرسة بعد أن وصفه مُعلّمه بأنه ليس مُؤهّلاً للاستمرار، فلم يضعف عزمُه مع طرده من المدرسة؛ بل تراه يُثابر ويُكافح ويبدأ في تجاربه ليخترع المصباح الكهربائيّ بعد 9 آلاف تجربة، ولم يتوقّف عند ذلك، فانطلق بعد عشر سنوات في البحث والجهد في تجارب بلغت 50 ألف تجربة؛ ليخترع بطاريّة السيّارات وأجهزة الإشارة في سكك الحديد وإضاءة الغوّاصات؛ وعندما سُئل: متى تأخذ الإجازة؟ يا أديسون! قال: في اليوم الذي يسبقُ جنازتي".

وهذه هي الهمّة العالية، والعزيمة القويّة هي التي ينبغي أن يكون عليها كلُّ مسلم؛ بل كلّ عاقل؛ فارفع همّتك واحرص على ما ينفعك، ولا تتعلّق بالقشّ والأوهام؛ وتذكّر بأنّ الدّراسة لا ترتبط بسنّ ولا بجنس ولا بنسب؛ والإنسان مادام حيّاً يُرزق؛ فإنّه يملك القُدرة على التعلّم والانتفاع ونفع الآخرين.

 وإليكَ بعض المفاتيح التي من شأنها أن تُقويّ في رُوعك الأسباب الدّاعية إلى الثّبات على طلب العلم والمُضيّ قُدماً فيما ينفعك ويجعل منك مفتاح خير للبلاد والعباد:

أ- الحياة مهما طالت فهي قصيرةٌ؛ فاجعلها في طاعة الله؛ وتيقّن بأنّ كلّ أمل لا يُقوّى فيك رُوح المبادرة إلى الخير أملٌ شيطانيّ يحسنُ بك اجتنابُه.

ب- السّعادة الحقيقيّة هي سعادة الرّوح؛ وأمّا وسائل الرّاحة الماديّة؛ فهي مُجرّد أدوات لا تقدر على إسعاد أيّ شخص لا يمتلك من الزّاد الروحيّ ما يتجاوز به عقبات الحياة؛ فاجعل خدمة الرّوح أولى أوليّاتك، وأذكّرك بما تحفظ من قول الحقّ سبحانه: [ونفسٍ وما سوّاها فألهمها فجورَها وتقواها قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها].

ج-  الإنسان اجتماعيٌّ بطبعه، ولا يُتصوّر نجاحُه في أي مجال بعيداً عن جنسه؛ فتخيّر من الصّالحين مَن يُعينك على الخير، ويُذكّرك بالله عزّ وجلّ، ويُحفّز فيك معاني النّشاط؛ وقد صحّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: [المرء على دين خليله؛ فلينظر أحدكم من يخالل].

د- الخطأ مهما كان فهو طبيعةٌ فُطر عليها الإنسان، والمشكلة ليست في الخطأ؛ بل في تصحيحه وتقويمه إذا حصل؛ فبادر إلى تصحيح كلّ سلوك لا تطمئنّ إليه نفسُك من غير تأخير، فلا شكّ في أن تصحيح الخطأ في بداياته أسهلُ بكثير من تصحيحه في نهاياته، ولذلك أوصى النبيّ صلى الله عليه وسلم بعض صحبه فقال له: [وأتبع السيّئةَ الحسنةَ تمحُها].

ه- الهمُّ واليأس والحزن أمورٌ لا يستطيع أي إنسان التجرّدَ منها بحكم طبيعته؛ ولكن النّاس يختلفون في قدر انتصارهم عليها؛ فبعضهم استطاع تجاوزها بعلوّ همّته وقوّة إيمانه وتوفيق الله له، وبعضهم ارتطم في حمأتها؛ فجعلت منه عبدا ضعيفاً لا يستطيع تحقيق مُراده؛ حاله كحال من قال الله فيه: [كالذي استهوته الشّياطين في الأرض حيران له أصحابٌ يدعونه إلى الهدى ائتنا قل: إن هدى الله هو الهدى]؛ والمطلوب منك وأنت في بدايات حياتك أن تنتصر على همومك وأحزانك وأن لا تستسلم لليأس القاتل؛ فإنّه: [لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون].

و- التوكّل على الله سرّ النّجاح وأساسُ التفوّق ومعيارُ الصّدق في الإيمان، كما قال الله سبحانه: [وعلى الله فتوكّلوا إن كنتم مؤمنين]، والتوكّل الحقيقيّ هو ما كان من قبيل الأخذ بالأسباب مع تفويض النّتائج لله ربّ الأسباب؛ وأمّا التوكّل المصحوبُ بالقعود والكسل وعدم الأخذ بالأسباب؛ فهو تواكلٌ لا توكّلٌ؛ والفرقُ بينهما كبيرٌ؛ فأعد النّظر في صدق توكّلك على الله، وخُذ بكلّ الأسباب المشروعة التي تضمن لك النّجاح والتفوّق وتحقيق مُبتغاك، ودع الأمور تسير كما أراد الله عزّ في علاه.

أمّدك الله بعونه، ويسّر لك وسائل التفوّق والنّجاح.
 
March 10, 2022 / 9:31 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.