بحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وناريندرا مودي، رئيس وزراء جمهورية الهند الصديقة، الجمعة، ضمن قمة عبر تقنية الاتصال المرئي، مختلف جوانب الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
الشارقة 24 – وام:
عقد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وناريندرا مودي، رئيس وزراء جمهورية الهند الصديقة، الجمعة، قمة عبر تقنية الاتصال المرئي.. بحثا خلالها مختلف جوانب الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، والآفاق الجديدة لتطويرها.
وتبادل سموه ورئيس الوزراء الهندي في بداية الاتصال المرئي التحيات والتمنيات، بدوام التقدم والازدهار للبلدين الصديقين، دولة الإمارات والهند وشعبيهما.
وبحث الجانبان خلال القمة، التي حضرها سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، مسارات التعاون في مختلف المجالات، والفرص الواعدة لتنميتها خاصة التنموية والاستثمارية والاقتصادية والصحة إضافة إلى التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة، والأمن الغذائي والنقل وغيرها من الجوانب التي تحظى بأولوية في خطط التنمية الحالية والمستقبلة للبلدين، وذلك في إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي وقعها البلدان عام 2017، والحرص المشترك على تطويرها، وانطلاقاً من العلاقات التاريخية الراسخة بينهما.
واستعرض سموه ورئيس وزراء الهند، عدداً من القضايا الإقليمية والدولية والملفات الاستراتيجية، محل الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها.
وقال ناريندرا مودي رئيس وزراء الهند في بداية كلمته خلال القمة المرئية: "إنه لمن دواعي سروري دائماً التحدث مع سموكم سواء عبر الهاتف، أو من خلال الاتصال المرئي، أو شخصياً.. ويسعدني إجراء هذا اللقاء المهم للحفاظ على زخم العلاقات الهندية – الإماراتية ".
وأعرب عن شكره وتقديره لدور سموه وحرصه على ترسيخ علاقات الصداقة وتنميتها بين البلدين.. مثمناً تضامن دولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها مع بلاده، خلال الظروف الصعبة التي مرت بها إثر جائحة "كوفيد ـ 19"، والرعاية التي أولتها الدولة للمواطنين الهنود خلال الجائحة.
وجدد ناريندرا مودي إدانة بلاده القوية والقاطعة للهجمات الإرهابية الأخيرة ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، ووقوفها مع الإمارات في مواجهة كل أشكال الإرهاب.
وثمن رئيس الوزراء الهندي الخطوات التي تخطوها دولة الإمارات نحو المستقبل، وخططها للسنوات الخمسين القادمة، مشيراً إلى أن الهند ودولة الإمارات العربية المتحدة تشهدان خلال العام الجاري، تزامناً مهماً لمراحل بارزة في تاريخيهما، فبينما تحتفل الإمارات بعامها الخمسين، وتضع رؤيتها للخمسين عاماً القادمة، تحتفل الهند بمرور 75 عاماً على استقلالها وتسعى إلى استغلال الـ 25 عاماً القادمة لبلوغ آفاق جديدة بحلول سنة 2047 عندما تحتفل بالذكرى المئوية لاستقلالها وتحقيق رؤية "الهند الذهبية".
مشيراً إلى أن العام المقبل سيكون مهماً لكل من الهند ودولة الإمارات، حيث تستضيف الهند قمة مجموعة العشرين ودولة الإمارات الدورة الـ 28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28"، ويمكن للقرارات الصادرة عن اللقاءين أن تسفر مزيداً من مبادرات العمل المناخي لدينا وقال: "آمل أن يستمر تعزيز تعاوننا الثنائي في هذا الصدد".
من جانبه قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: "يسعدني أن ألتقي بك عبر هذا الاتصال المرئي وأشكرك للكلمة القيمة التي بدأت بها الحديث.. ونحن من جانبنا نشاركك الاهتمام بعلاقاتنا الاستراتيجية.. وسعينا المشترك إلى تعزيزها وتطويرها إلى الأفضل خلال الفترة المقبلة ".
وأشار سموه إلى أن توقيع "اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة"، بين دولة الإمارات والهند خلال عام 2017 كان بمثابة تحول تاريخي في مسار علاقاتهما في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة وغيرها من المجالات الحيوية.. منوها إلى أن التجارة غير النفطية بين الإمارات والهند زادت بنسبة 66 % في عام 2021 مقارنة بعام 2020.
وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة اليوم، يمثل نقلة نوعية في مسيرة البلدين الاقتصادية والتنموية، ويعبر عن إرادة قوية لاستثمار كل الفرص المتاحة لمصلحة شعبينا.
وأشار سموه إلى أن الاتفاقية التي تعد الأولى من نوعها تأتي ضمن المشروعات الاقتصادية التي حددتها دولة الإمارات للخمسين سنة القادمة، والتي تتضمن عقد اتفاقيات شراكة اقتصادية شاملة مع 8 أسواق استراتيجية عالمية، وفي مقدمتها بلدكم الصديق الهند.
وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن شكره وتقديره لدور رئيس الوزراء ناريندرا مودي، في تعزيز العلاقات بين البلدين خلال السنوات الماضية، وحرصه على دفعها إلى الأمام في مختلف المجالات.
حضر القمة.. الدكتور هارش شرينغلا وزير خارجية الهند، والدكتور سبرامنيام جاي شانكار وزير الشؤون الخارجية، وأجيت دوفال مستشار الأمن الوطني في الهند.