جار التحميل...

°C,
في ظل تنامي الطلب

صناعة الجوت في الهند تسعى لتقديم بديل عالمي للبلاستيك

October 10, 2021 / 6:52 PM
تشهد ألياف الجوت الطبيعية التي تتصدر الهند قائمة المنتجين لها عالمياً، طفرة متجددة مرشحة للاستمرار بفعل الطلب المتنامي حول العالم على بدائل مستدامة للمواد البلاستيكية، ويتوقع الخبراء أن تقرب قيمة سوق أكياس الجوت العالمية من ثلاثة مليارات دولار بحلول عام 2024.
الشارقة 24- أ.ف.ب:

ظلت صناعة الجوت في الهند قوية حتى ظهور بدائل اصطناعية أرخص في تسعينات القرن العشرين واشتداد المنافسة مع بنغلادش المجاورة على العمالة الرخيصة، وتحاول الهند حالياً الترويج للجوت على أنه نسيج المستقبل خصوصاً بفضل مراعاته للبيئة، في مسعى للإفادة من المنحى العالمي للاستغناء عن البلاستيك.

وأظهر تقرير حديث صادر عن شركة "ريسرتش أند ماركتس"، أن قيمة سوق أكياس الجوت العالمية بلغت 1,7 مليار دولار في عام 2020، ومن المتوقع أن تقرب قيمتها من ثلاثة مليارات دولار بحلول عام 2024، في ظل ابتعاد المستهلكين عن منتجات البلاستيك الأحادية الاستخدام.

وفيما يسجل هذا النوع من الألياف في الأساس حضوراً ملحوظاً في خطوط أزياء مصممين هنود كبار مثل أشيش سوني وباوان أسواني، ظهر الجوت أيضاً في متاجر العلامات التجارية الفاخرة مثل كريستيان ديور، وحتى في حفل زفاف ميغن ماركل والأمير هاري الذي قُدّمت خلاله للمدعوين أكياس من الجوت مختومة بالحرف الأول من اسم العريس والعروس، وبات الجوت من الألياف الرائجة حالياً.

وتستحوذ مناطق غرب البنغال شرق الهند وبنغلادش على الأكثرية الساحقة من محاصيل الجوت العالمية، خصوصاً بفضل مناخها الرطب، ولا يتطلب صنع هذه الألياف استخدام كميات كبيرة من المياه والأسمدة، كما لا يتعين انتظار موسم الحصاد سوى لأربعة أشهر فقط للحصول على المردود الأفضل.

وكل شيء في نبات الجوت يصلح للاستخدام من دون رمي أي من أجزائه: فالطبقة الخارجية من الساق تنتج الألياف، ويُستخدم الجذع الخشبي الداخلي لصنع الورق، فيما تصلح أوراقه للأكل.

نبتة مراعية للبيئة

ويشيد الناشطون البيئيون بالجوت لأن محاصيله تعيد تدوير الكربون.

وتقول الخبيرة في الاستدامة والاقتصاد الدائري المقيمة في نيودلهي سواتي سينغ سامبيال "يمكن أن يمتص هكتار واحد من محاصيل الجوت ما يقرب من 15 طناً من ثاني أكسيد الكربون ويطلق 11 طناً من الأكسجين في موسم واحد، مما يقلل من انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة.

ويتطلب القطن الذي يتصدر قائمة الألياف الطبيعية الأكثر وفرة في العالم أمام الجوت، ضعفَي مساحة الأرض القابلة للزراعة وكميات أكبر بكثير من المياه والمواد الكيميائية.

ويعود الفضل في اكتشاف ألياف الجوت في الهند خلال القرن الثامن عشر إلى شركة الهند الشرقية البريطانية التي أدخلتها بعدها إلى أوروبا، حيث لم تحقق نجاحاً حقيقياً حتى ستينيات القرن التاسع عشر، بأكياسها المخصصة لنقل بذور المواد الغذائية.

وباتت الحكومة الهندية تفرض أن تتم تعبئة كل الحبوب الغذائية و20 % من كميات السكر في أكياس من الخيش المحضر من نبات الجوت.

لكن لتلبية الطلب العالمي على المنتجات المتنوعة القائمة على الجوت، يجب على الصناعة التي باتت في وضع متدهور تحويل سلسلة الإنتاج بأكملها على نطاق واسع، بحسب الخبراء الهنود.
 
October 10, 2021 / 6:52 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.