جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
يبلغ عمره 3500 عام ويعود للحثيين بالعصر البرونزي

اكتشاف فسيفساء في تركيا هي الأقدم بمنطقة البحر المتوسط

26 سبتمبر 2021 / 9:57 PM
يعزز اكتشاف حجر رَصف يبلغ عمره 3500 عام، في موقع يُعتقد أنه مدينة أثرية مفقودة في وسط تركيا، ويُعتبر أقدم الآثار الفسيفسائية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، المعرفة بالحياة اليومية التي لا يزال الغموض يكتنفها للحثيين في العصر البرونزي.
الشارقة 24 – أ ف ب:

يساهم اكتشاف حجر رَصف يبلغ عمره 3500 عام، في موقع يُعتقد أنه مدينة أثرية مفقودة في وسط تركيا، ويُعتبر أقدم الآثار الفسيفسائية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، في تعزيز المعرفة بالحياة اليومية التي لا يزال الغموض يكتنفها للحثيين في العصر البرونزي.

وتتألف هذه الفسيفساء، من أكثر من ثلاثة آلاف حجر بألوان طبيعية هي البيج والأحمر والأسود، منسقة على شكل مثلثات ومنحنيات، وقد عُثر عليها بين آثار معبد حثي يعود إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد، أي قبل 700 عام من أقدم فسيفساء معروفة في آثار اليونان القديمة.

وأوضح مدير الحفريات في موقع أوساكلي هويوك قرب يوزغات أناكليتو داغوستينو، أنها بمثابة جدّة الفسيفساء القديمة، ومن الواضح أنها أكثر تعقيداً، ما لدينا هنا هو بلا شك المحاولة الأولى لاستخدام هذه التقنية.

في هذا الموقع، الذي يبعد ثلاث ساعات من العاصمة التركية أنقرة، يستخدم علماء آثار أتراك وإيطاليون المجرفة والفرشاة، لمعرفة المزيد عن مواقع الحثيين الذين كانت مملكتهم من الأقوى في الأناضول القديمة.

واستنتج داغوستينو، أن هؤلاء شعروا للمرة الأولى بالحاجة إلى القيام بشيء مختلف، باللجوء إلى أشكال هندسية، ووضع الألوان معاً، بدلاً من صنع حجر رصف بسيط، ورجّح أن يكون الباني عبقرياً، أو أن يكون طُلبَ منه غطاء أرضي فقرر إنشاء شيء غير عادي.

ويقع المعبد، الذي عُثر فيه على هذه الفسيفساء قبالة جبل كيركينيس، إذ رجّح عالم الآثار أن الكهنة الحثيين كانوا يؤدون طقوسهم في هذا المكان، وهم ينظرون إلى قمة جبل كيركينيس.

بالإضافة إلى الفسيفساء، اكتشف علماء الآثار أيضاً خزفيات من أحد القصور، ما يدعم فرضية أن أوساكلي هويوك هي بالفعل مدينة زيبالاندا المفقودة.

وورد ذكر زيبالاندا باستمرار في الألواح المسمارية الحثية، وهي كانت مكان عبادة، إلا أن موقعها الدقيق لا يزال مجهولاً.

وأوضح داغوستينو، أن الباحثين يتفقون على أن أوساكلي هويوك واحد من أكثر المواقع التي يحتمل أن زيبالاندا كانت قائمة فيها، مشيراً إلى أن اكتشاف آثار القصر وأوانيه الخزفية والزجاجية الفاخرة عزز هذا الاحتمال وأضاف نحن نفتقر فقط للدليل النهائي، وهو لوحة تحمل اسم المدينة.

ولم يكن سكان أوساكلي هويوك يترددون في إحضار أخشاب من أشجار الأرز في لبنان، لبناء معابدهم وقصورهم، لكنّ كنوز هذه المدينة، كغيرها في العالم الحثي، اختفت لسبب ما زال مجهولاً قرابة نهاية العصر البرونزي.

ومن الفرضيات، أن يكون ذلك عائداً إلى تغيّر مناخيّ صاحبته اضطرابات اجتماعية.

وبعد نحو ثلاثة آلاف عام على اختفائهم من على وجه الأرض، لا يزال الحثيون يسكنون مخيلة الأتراك، فرمز أنقرة شخصية حثية تمثل الشمس، وفي ثلاثينات القرن العشرين، عرّف مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك بالأتراك على أنهم الأحفاد المباشرون للحثيين.

وأشار داغوستينو، إلى أنه لا يعرف ما إذا كان بإمكانه إيجاد صلة بين الحثيين والناس الذين يعيشون هنا اليوم، فقد مرت آلاف السنين وتنقّل الناس، لكنه يعتقد أن ثمة صلة روحية لا تزال موجودة.

ومن باب إبراز هذا الارتباط ربما، أعاد فريق التنقيب تكوين تقاليد الطهو الحثية، مجرّباً الوصفات القديمة على الخزف المصنوع بشكل مماثل للطريقة القديمة، باستخدام التقنية التي كانت متبعة والطين المستعمل في ذلك الوقت.

وأعلنت المديرة المشاركة للحفريات فالنتينا أورسي، إعادة بناء الخزف الحثي بالطين الموجود في القرية التي يقوم فيها الموقع، وأضافت طهونا تمراً عليه خبز، كما كان الحثيون يأكلون.
September 26, 2021 / 9:57 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.