الشارقة 24 – وام:
عقد ملتقى الأعمال الإماراتي الروسي جلسته الثالثة، في مقر غرفة تجارة وصناعة روسيا بالعاصمة الروسية موسكو، التي تقام بمناسبة زيارة وفد الدولة برئاسة غرفة تجارة وصناعة الشارقة إلى مدينتي موسكو وسانت بطرسبورغ.
وتهدف الزيارة التي تستمر حتى 12 سبتمبر الجاري؛ إلى تعزيز مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثمار المتبادل بين إمارة الشارقة وجمهورية روسيا، وذلك في إطار العلاقات المتنامية بين دولة الإمارات وروسيا على مختلف الصعد.
حضر الملتقى الذي أقيم تحت عنوان "العلاقات الإماراتية – الروسية في مجال التعاون السياحي"؛ معالي الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي وزير دولة لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وذلك عبر تقنية الاتصال المرئي.
كما حضره في مقر غرفة تجارة وصناعة روسيا؛ سعادة الدكتور محمد أحمد بن سلطان الجابر سفير الدولة لدى روسيا الاتحادية، وسعادة عبد الله سلطان العويس نائب رئيس اتحاد غرف الدولة رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة رئيس مجلس الأعمال الإماراتي الروسي رئيس البعثة، بجانب أعضاء وفد الدولة الذي ضم سعادة خالد جاسم المدفع رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، وسعادة وليد عبد الرحمن بوخاطر النائب الثاني لرئيس غرفة الشارقة، وسعادة يوسف إسماعيل عضو مجلس إدارة غرفة تجارة رأس الخيمة، وعبد العزيز محمد شطاف مساعد مدير عام الغرفة لقطاع خدمات الأعضاء، مدير مركز الشارقة لتنمية الصادرات.
فيما مثل الجانب الروسي سعادة سيرغي غوركوف، رئيس مجلس الأعمال الإماراتي الروسي، وسورين أوغانيسوفيتش فاردانيان نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة موسكو لشؤون العلاقات الدولية، وأليكسي سيرجيفيتش بوسيف، رئيس لجنة التعاون الاقتصادي الخارجي مع دولة الإمارات في غرفة تجارة وصناعة موسكو، وعدد من ممثلي مجتمع الأعمال من كلا البلدين.
وأوضح معالي الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي؛ أن هذا اللقاء يدل على مدى التفاعل بين مجتمعي الأعمال في البلدين، ويعكس الرغبة الصادقة بينهما في زيادة التعاون الاقتصادي، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تعد من الوجهات الرئيسية للسائح الروسي نتيجة للتسهيلات والمزايا المتعددة التي توفرها الدولة تماشياً مع رغبة ومتطلبات السائح الروسي، وهذا ما تعكسه الزيادة المضطردة في عدد الرحلات السياحية التي تؤكد قوة وحجم العلاقات بين البلدين.
وبيّن أن مثل هذه اللقاءات ستسهم في رفع معدلات التعاون السياحي خلال الفترة المقبلة، لافتاً إلى أن التدابير الاحترازية والخطوات السباقة التي اتخذتها دولة الإمارات بفضل رؤى وتوجيهات القيادة الرشيدة، والخطط الاستباقية في اتخاذ الإجراءات الوقائية منذ اللحظة الأولى لانتشار الجائحة عالمياً، خاصة من حيث الفحوصات اليومية وحملات التطعيم لمواطني الدولة والمقيمين على أرضها وزوارها، أسهمت بشكل كبير في تسريع تعافي القطاع السياحي في الإمارات، متمنياً أن يخرج هذا الاجتماع بنتائج إيجابية تخدم الرغبة الصادقة بين البلدين والتعاون في كافة المجالات لا سيما في المجال السياحي.
من جهته أكد سعادة عبد الله سلطان العويس، أن مجلس الأعمال الإماراتي الروسي يلعب دوراً فاعلاً في تطوير العلاقات الاقتصادية وزيادة نمو التبادلات التجارية بين الإمارات وروسيا وتذليل مختلف التحديات التي تواجه المستثمرين، مشيراً إلى عمق العلاقات الثنائية التي تجمع بين البلدين والتي تشهد نمواً مستمراً في العديد من القطاعات الحيوية، خاصة الاقتصادية والاستثمارية.
وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين نما بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، إذ احتلت روسيا المرتبة الأولى بين الشركاء التجاريين للإمارات في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، فيما حافظت الإمارات على مكانتها كشريك تجاري رئيسي لروسيا في الخليج العربي، كما بلغت صادرات الإمارات نحو 28 مليون درهم في العام 2021، ونحو 55 مليار درهم قيمة التبادل التجاري بين البلدين في الفترة من 2015 وحتى 2020.
وأكد سعادة العويس على قدرات ومقومات قطاع الأعمال في الدولة، الذي يتسم بالانفتاح الاقتصادي والتجاري على دول العالم، ووجود بيئة استثمارية مشجعة لرؤوس الأموال والشركات الروسية، لافتاً إلى أن الصناعات الروسية ستجد طلباً مشجعاً في سوق الإمارات خاصة مع اقتراب انطلاق "إكسبو 2020 دبي" في أكتوبر القادم".
مشيراً إلى تطلع الدولة لجذب نحو 25 مليون زائر بمشاركة 190 دولة في هذا الحدث الأضخم عالمياً، فضلاً عما تتمتع به الإمارات من التسهيلات والمزايا التجارية والصناعية وحرية التحويلات، التي يمكنها جميعاً أن تجعلها سوقاً رائجة للاستثمارات والصناعات الروسية، ومركزاً لاستيراد وتصدير السلع والبضائع الروسية إلى مختلف دول الشرق الأوسط وإفريقيا.
بالإضافة إلى الإنجازات التي حققتها الدولة في مجال الاقتصاد الرقمي، والتي أهلتها لتستحق بجدارة مكانتها ضمن العشرة الكبار على مستوى العالم في مؤشرات التنافسية في قطاع الاقتصاد الرقمي.
من ناحيته أكد سعادة الدكتور محمد أحمد بن سلطان الجابر؛ أن جمهورية روسيا غدت وجهة مفضلة للسياحة الإماراتية، وهناك العديد من المقومات التي تجعل البلدين قادرين على تطوير العلاقات في هذا القطاع والدفع بها إلى الأمام بما يخدم مصالحهما المشتركة، مشيراً إلى استمرار فعاليات الأسبوع الثقافي الإماراتي برعاية مكتب "إكسبو 2020 دبي"، الذي افتُتح في مركز المعارض بالعاصمة الروسية موسكو للفترة من 3 ولغاية 12 سبتمبر الجاري، وذلك للتعريف بهذا الحدث الهام الذي يعد الأضخم عالمياً.
وأكد سعادة خالد جاسم المدفع، أهمية اختيار قطاع السياحة لمناقشته في هذه الجلسة الهامة، لما لهذا القطاع الحيوي من دور رئيس في تعزيز العلاقات بين البلدين، حيث تعد إمارة الشارقة وجهة سياحية تتناسب مع الذوق العام للسائح الروسي.
مشيراً إلى أن اللقاءات والاتصالات المباشرة بين المعنيين في القطاع السياحي تُهيئ الفرص المثالية لإقامة شراكات تخدم عملية التطوير والنهوض بالقطاعات السياحية، مستعرضاً المقومات السياحية المتعددة التي تتمتع بها إمارة الشارقة من ناحية الخدمات الفندقية الجاذبة للسياح بصورة عامة والسائح الروسي بشكل خاص، خاصة مع ما تشهده الشارقة من نهضة نوعية مستمرة في مجال التطوير السياحي، وزيادة عدد المنشآت السياحية وتوفير خدمات متقدمة ومبتكرة ومشاريع البنى التحتية المتطورة.
وأوضح سيرغي كوركوف إن الملتقى يعد استكمالاً للقاءات التي جرت مسبقاً في دولة الإمارات، التي تهدف إلى تعزيز التعاون والشراكة في المجالات الاقتصادية، متمنياً أن تحقق زيارة الوفد الإماراتي إلى روسيا الأهداف المنشودة منها، وأن تسهم في بناء علاقات استراتيجية تعزز الشراكات الاقتصادية الحيوية والهامة ومنها القطاع السياحي، وقطاعات الاستثمار والتجارة والسياحة والابتكار والتكنولوجيا المتقدمة.
وتم خلال اجتماعات الجلسة استعراض معلومات ومواد فيلمية للتعريف بالمقومات السياحة في كل من دولة الإمارات وجمهورية روسيا الاتحادية، بهدف الترويج لهذا القطاع الحيوي، من خلال ممثلي الهيئات والشركات السياحة الإمارتية والروسية، فضلاً عن استعراض الفرص الاستثمارية في كلا البلدين.
وستشهد أجندة وفد الدولة عقد جملة من اللقاءات والاجتماعات خلال الأيام المقبلة، كما سيعقد الوفد في محطته الثانية في مدينة سانت بطرسبرغ ملتق ستستعرض من خلاله غرفة الشارقة والمؤسسات الحكومية الإماراتية وشركات القطاع الخاص المشاركة عروضاً تعريفية، لتسليط الضوء على ما تزخر به دولة الإمارات وإمارة الشارقة من مقومات ومناخ استثماري مشجع وواعد، إضافة إلى عروض عن الفرص الاستثمارية في قطاعات حيوية متعددة.