جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
مقابر بالهواء الطلق لمئات الرؤوس من الماشية

مربو المواشي ضائعون أمام مشهد القطعان المتفحمة جراء حرائق اليونان

12 أغسطس 2021 / 11:36 PM
أدت حرائق غابات اليونان، إلى نفوق المئات من رؤوس الماشية، ما أصاب مالكيها بالذهول نتيجة الأضرار الهائلة وسط الأشجار المتفحمة، ولا يخفون مشاعرهم بالضياع، أمام كارثة تفوق التحمّل، بعد معاينتهم للأماكن التي تحولت لمقابر بالهواء الطلق على بساط من الرماد.
الشارقة 24 – أ ف ب:

يشق مربي المواشي كوستيس أنغيلو، طريقه بين أغنامه النافقة، جراء حرائق الغابات في جزيرة إيفيا اليونانية، معايناً بذهول الأضرار الهائلة وسط الأشجار المتفحمة، ولا يخفي شعوره بالضياع، أمام كارثة تفوق قدرته على التحمّل.

فقد قضت النيران على 372 رأس ماشية، هي كل قطيع هذا المربي اليوناني، على جانبي التلة المتفحمة.

وتقود الطريق الوعرة على ارتفاع 1300 متر، إلى ما تبقى من غابة أتت عليها حرائق الغابات التي اجتاحت لأكثر من أسبوع شمال جزيرة إيفيا، ثاني أكبر جزر اليونان، بينما يسود صمت قاتل المكان لا يخرقه سوى حفيف الأوراق اليابسة.

وتحت الجذوع الميتة للأشجار المحترقة، ترقد جيف منزوعة الأحشاء للمواعز المتفحمة التي تنبعث منها رائحة نتنة وتحوم حولها أسراب من الذباب.

وبين الأغصان العارية لأشجار لفّها السواد، يظهر قرن من هنا وفك من هناك، في مكان استحال مقبرة في الهواء الطلق على بساط من الرماد.

هنا، في وسط الغابة، نجا كوستيس أنغيلو البالغ 44 عاماً، بأعجوبة بعدما أمضى ساعات تحت أنبوب مياه محاطا بالنيران، وهو يوضح أنه مدين ببقائه على قيد الحياة إلى شفاعة رجل دين.

وفي هذا اليوم، تتجلى الصدمة بوضوح في نظراته الحائرة وهو يجلس القرفصاء أمام المشهد المروع ممسكاً رأسه بين يديه، ويقول عن حيوانات قطيعه النافقة: فليدفنوها، لا أريد أن أراها بعد الآن.

ترك هذا المربي المدرسة في سن الثانية عشرة، ومنذ ذلك الحين، واظب على الاعتناء بحيواناته، وهي من القطعان الكثيرة التي تعيش في شمال شرق جزيرة إيفيا في شرق اليونان.

ويبدي هذا الرجل النحيف ألمه بعد المأساة التي حلت به، مذكّراً بأنه كان يعتني بالقطيع، منذ أكثر من ثلاثين عاماً، 365 يوماً في السنة، ويهمس قائلاً، قلبي يحتاج إلى الهدوء، يجب أن أبدأ من جديد. 

وهو حاول الحفاظ على إرث الأسرة، بعدما أمضى والده "50 عاماً"، للحصول على مثل هذا القطيع، ويقول إنه سينهار حتماً لو أتى إلى هنا.

وبالفعل، يعيش الوالد سبيروس أنغيلو (73 عاماً) هو الآخر صدمة جراء فقدان القطيع، ويقول بحسرة في فناء منزله، انتهى أمرنا، ماذا تريد منا أن نفعل؟ لقد كبرت إلى جانب هذه الحيوانات.

ويضيف هذا المسن، احترقت أشجار الصنوبر والحقول والحيوانات، سنجوع، ماذا سنأكل؟ كيف سنعيش؟

تقع قرية كيرازيا الصغيرة بين التلال، وهي باتت محاطة بطبيعية متفحمة، وتوقفت النيران على عتبة المدرسة الابتدائية، فيما أنقذ السكان شوارع القرية شديدة الانحدار.

أنغيلو الابن هو بدوره أب لفتى في سن الحادية عشرة، لكنه يأمل توفير مستقبل مختلف لنجله، ويوضح ابني كان معتاداً على مرافقتي في كل مكان كلما سنحت الفرصة، لكن من الأفضل أن يصرف النظر عن رعاية المواشي ويبحث عن مهنة أخرى، وبالتالي فإن توارث رعاية المواشي عبر الأجيال قد يتوقف في هذه العائلة.

وقد أتت لجنة لمعاينة الأضرار، وتقويم قيمة التعويضات الموعودة من السلطات اليونانية، ومن المتوقع أن يحصل مربي المواشي على مساعدة عن كل رأس ماشية فقده في الحريق، ويعلن المربي الأربعيني، أنه يشعر على كل حال بالضياع.

ويوضح كوستيس أنغيلو، يمكن إعادة بناء المنازل بسهولة، لكن مع الطبيعة يختلف الأمر.
August 12, 2021 / 11:36 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.