وطدت كل من دولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية النمسا، علاقات الصداقة التي تربطهما منذ ما يقارب 50 عاماً.
الشارقة 24 – وام:
رسخت كل من دولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية النمسا، علاقات الصداقة التي تربطهما منذ ما يقارب 50 عاماً.
وتأتي الزيارة الرسمية، التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، غداً الخميس، لجمهورية النمسا الصديقة، في سياق مسيرة العلاقات الثنائية المتينة التي تجمع البلدين الصديقين في المجالات كافة، ويجري خلالها سموه مباحثات رسمية مع سيباستيان كورتس مستشار النمسا، تتناول علاقات الصداقة والتعاون بين دولة الإمارات وجمهورية النمسا، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتسهم 5 ملفات، في تعزيز الشراكة بين البلدين، وتشمل ملف التعايش السلمي، والتعاون الاقتصادي، والعلاقات البرلمانية، إضافة إلى النمو المتصاعد للحركة السياحية بين البلدين، فيما يتوقع أن يشكل تنظيم معرض "إكسبو 2020 دبي"، نقلة للعلاقات بين البلدين، وبوابة لتعزيز حضورها في المنطقة بشكل عام.
التعايش ومكافحة الإرهاب
وشكل توافق البلدين، على مبادئ التعايش السلمي، وتعزيز قيم التسامح، أحد أهم المنطلقات الرئيسية في تعزيز العلاقات بين البلدين، حيث أكدت قيادتا البلدين في العديد من الزيارات الثنائية المضي، قدماً في مسار تعزيز التعايش السلمي، ومواجهة خطاب الكراهية.
ويعمل البلدان، على دعم قضايا الأمن والاستقرار والتنمية في العالم، ويؤمنان بضرورة محاربة الإرهاب والتطرف والتصدي للأفكار الإرهابية، التي تروج لها الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة في العالم، ورفض كل أشكال العنف والإرهاب والترويع التي تمارسها هذه الجماعات، مع تأكيد أهمية الحفاظ على الشباب وتحصينهم تجاه الفكر الإرهابي.
القطاع السياحي
ويعد القطاع السياحي، أهم القطاعات الواعدة بين البلدين، بالنظر إلى حجم القطاع والفرص الواعدة التي يوفره في كلا الجانبين.
وتحافظ النمسا، على موقعها كإحدى أهم الوجهات التي يفضلها السائح الإماراتي، بالنظر إلى الإمكانيات الكبيرة التي توفرها، فيما تعزز مدن الدولة حضورها على رأس قائمة الوجهات المفضلة من السواح القادمين من النمسا.
وعلى الرغم من التأثيرات التي فرضتها جائحة "كوفيد-19" على القطاع، إلا أن التوقعات تشير إلى العودة التدريجية لمستوى الرحلات بين البلدين، خصوصاً مع قرب استضافة معرض إكسبو، الذي يتوقع أن يعيد للقطاع تألقه من جديد مع الالتزام بأفضل الإجراءات المطبقة، لضمان أعلى معايير السفر الآمن في ظل جائحة "كوفيد-19".
التعاون الاقتصادي
وتعد الإمارات الشريك الاقتصادي الأهم للنمسا في المنطقة، فيما تعزز الشركات النمساوية حضورها في الإمارات للاستفادة من الإمكانيات الكبيرة التي يوفرها السوق الإماراتي للمستثمرين، خصوصاً في قطاعات الصناعات الثقيلة، والقطاع الخدمي.
ويعمل البلدان كشريكين استراتيجيين على المستوى الاقتصادي، وقد ترجما ذلك عبر عقد العديد من الاجتماعات التنسيقية، بهدف تعزيز الشراكة الاقتصادية وتنمية أطر التعاون التجاري والاستثماري، فيما برزت قطاعات الاقتصاد الرقمي والابتكار وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والطاقة المتجددة والمياه والخدمات اللوجستية والطيران قائمة أبرز القطاعات التي تربط البلدين.
وتستند العلاقات الاقتصادية بين البلدين، على الدعم المباشر من قيادتي البلدين، وحجم الفرص التي يتيحها اقتصادا الإمارات والنمسا، إضافة إلى توافقهما على مبادئ الانفتاح الاقتصادي وتحرير التجارة وعدم اللجوء إلى الحمائية، الأمر الذي يسهم في رسم خريطة طريق واضحة للتعاون المستقبلي.
شراكة برلمانية
وترتبط الإمارات والنمسا، بعلاقات برلمانية وثيقة، عبر المجلس الوطني الاتحادي، والمجلس الوطني النمساوي، وقد تفاهم البلدان في هذا الشأن على تشكيل لجنة صداقة بين البرلمانين، بهدف تبادل الخبرات والمعارف وتنسيق الرؤى والمواقف في المحافل البرلمانية الدولية في مختلف المجالات، فيما يعمل برلمانا البلدين على تعزيز الحوارات الثقافية والحضارية، للإسهام في نشر قيم التسامح والاعتدال والتعايش الإنساني.
إكسبو 2020 دبي
وتسعى النمسا، إلى أن يكون معرض إكسبو 2020 دبي، فرصة لتعزيز حضور شركاتها في أسواق الإمارات والمنطقة، باعتباره منصة لعرض التقنيات النمساوية، وربما عرض ميزات الاستدامة والمدن الذكية والطاقة المتجددة.
وكانت النمسا، قد عرضت في جناحها في إكسبو ميلانو 2012، الغابات الحية لأول مرة والتي شكلت وجهة رئيسية لجميع زوار المعرض.
وتعود العلاقات بين دولة الإمارات وجمهورية النمسا، إلى عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمستشار برونو كرايسكي وكان أول لقاء يجمعهما في العام 1973، فيما أقيمت العلاقات الثنائية بين البلدين في 10 مارس 1974.
وزار المستشار برونو كرايسكي، دولة الإمارات العربية المتحدة، 8 مرات خلال الأعوام ما بين 1973 و1986، فيما زار المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، النمسا 4 مرات، خلال الفترة نفسها.