تشق شبكة سكك الحديد الإماراتية طريقها نحو صحاري الخليج، فيما سيمتد قطار الاتحاد عند اكتماله، عبر مسار بطول 1200 كلم ليربط جميع الإمارات، من الغويفات في أبوظبي إلى إمارة الفجيرة على الساحل الشرقي.
الشارقة 24 – أ ف ب:
في إمارة أبوظبي، يتفقّد إبراهيم الحمادي عربات الشحن الخاصة بشبكة السكك الحديدية الأولى في الإمارات، ثم يدخل غرفة القيادة ليقوم بفحص نهائي لأنظمة القطار، قبل أن ينطلق به بكامل قوته.
والحمادي هو أول قائد قطار إماراتي، في دولة تمتلك برنامجاً فضائياً وشركات نقل جوي عملاقة، لكنّها تعمل الآن على استكمال عملية إنشاء نظام سكك حديدية تقليدي يربط بين إماراتها السبع.
ويقول الحمادي البالغ 23 عاماً "شعرت بالذهول عندما رأيت القطار يعمل"، مضيفاً "كان شيئاً جديداً دفعني إلى التساؤل حول كيفية تعلّم قيادته".
وتشتهر الإمارات ببنيتها التحتية الحديثة وطموحاتها التكنولوجية، وقد نجحت في إرسال مسبار إلى المريخ، ومن المقرر أن يربط أول نظام تنقل فائق السرعة في العالم، مدينتي دبي وأبوظبي.
وسيمتد قطار الاتحاد عند اكتماله، عبر مسار بطول 1200 كلم ليربط جميع الإمارات، من الغويفات في المنطقة الغربية من أبوظبي إلى إمارة الفجيرة على الساحل الشرقي، وصولاً كذلك في أحد مراحله المتقدّمة إلى السعودية المجاورة.
وتقوم الخطة الطويلة الأمد على أن يكون القطار جزءاً من شبكة سكك حديدية أوسع تربط كل دول مجلس التعاون الخليجي.
ويعمل الحمادي في المشروع منذ تدشين مرحلته الأولى، وتنقل في القطار حبيبات الكبريت من الحقول الداخلية لإمارة أبوظبي في شاه وحبشان، إلى ميناء الرويس، على طول مسار يبلغ 264 كيلومتراً.
وبينما تتركّز العمليات في الوقت الحالي على نقل البضائع، مع شقّ طرق جديدة عبر الجبال بين إمارتي دبي والفجيرة، من المقرّر أن يشمل المشروع قطارات ركّاب ستعمل بسرعة تصل إلى 200 كلم في الساعة.
وفي غرفة التحكم في أبوظبي، تتنقل ميثاء الرميثي، وهي أول إماراتية تعمل في مراقبة حركة القطارات، من محطة إلى أخرى بينما تراقب عشرات الشاشات.
وبدأت الرميثي العمل مع مشروع الاتحاد للقطارات في عام 2017، وتقول إن شغفها بتعلّم شيء "فريد ومثير وجديد" هو ما دفعها نحو صناعة السكك الحديدية.
وتضيف الرميثي: "خط السكة الحديد ينمو كل يوم، وبما أنني أشارك في عملية التشغيل اليومي، أستطيع أن أرى تأثيره الإيجابي في قطاع النقل من منظور السلامة والبيئة واللوجستيات".
وبحسب شركة الاتحاد للقطارات، فإنّ رحلة قطار شحن كاملة يمكن أن تحل مكان 300 شاحنة، وتقلّل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 70 إلى 80 في المئة.