جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
تشكل لهن مصدر دخل مريح

صرافات العملة في الشوارع يحرّكن عجلة الاقتصاد في جيبوتي

15 مايو 2021 / 3:21 PM
تنتشر في شوارع جيبوتي بشكل ملفت، ظاهرة صرافة العملة في الشوارع، التي باتت مهنة آمنة للكثير من النساء اللواتي يوفرن منها قوت عيش عائلاتهن، ويعملن في الحر الشديد وسط زحمة السيارات وأبواقها، إذ يشكل الاقتصاد غير الرسمي ثلثي الأنشطة الاقتصادية في جيبوتي.
الشارقة 24- أ.ف.ب:

تلعب صرافات العملة اللواتي يجلسن في زوايا الشوارع ومحافظهن مليئة باليورو والبير الإثيوبي والروبية الهندية، وينتشرن في كل مكان في جيبوتي، دوراً رئيسياً في اقتصاد يغلب عليه الطابع غير الرسمي في هذا البلد الواقع في القرن الإفريقي.

وفضلاً عن توفير وظيفة ميسرة في بلد تنتشر الأمية بين نسائه أكثر من رجاله، تشكل الصرافة عملاً آمناً في بلد يعد أقل من مليون نسمة وحتى عاصمته أشبه بقرية مع انتشار دائم للشرطة.

وتجلس عشرات من هاتيك الصرافات على كراس بلاستيكية في الشوارع، حيث ينتظرن منفردات أم ضمن مجموعات صغيرة مرور الزبائن الذين يفضلون الاستعانة بخدماتهن بدل التوجه إلى مكاتب الصيرفة التقليدية. 

وتقول مدينة، وهي إحدى العاملات صرافات الشارع هؤلاء، "كل العملات متوافرة لدي معي يورو وجنيه استرليني وليرة تركية ودولار وروبية هندية وعملات أخرى شتى".

وتشير إلى أنها تحمل معها مبالغ لا تقل قيمتها عن مليون فرنك جيبوتي (5600 دولار) بمختلف العملات.

وعند ساحة ريمبو قرب المسجد الضخم في وسط جيبوتي العاصمة، تعمل مدينة مع صديقات ثلاث في الحر الشديد، وسط زحمة السيارات وأبواقها وبين المحال والمارة المنتشرين في هذه الرئة الاقتصادية لجيبوتي.

يقترب يمني بردائه الطويل من الصرافات لتبديل ريالاته السعودية. تتجاذب معه مدينة أطراف الحديث، ثم تجري بعض الحسابات على هاتفها لتسحب بعدها رزمة فرنكات جيبوتية من كيسها المليء بالأوراق النقدية.

ويوضح الشاب الآتي من اليمن الذي يفصله عن جيبوتي مضيق باب المندب "نحمل معنا ريالات سعودية لأن قيمة عملتنا تتبدل طوال الوقت بسبب الحرب"، من ثم يختفي بين الحشود مع اقتراب سيارة للشرطة.

تشكل جيبوتي الواقعة عند تقاطع إفريقيا وشبه الجزيرة العربية، منذ القِدم نقطة التقاء للثقافات والعملات معاً، إذ تجمع على أرضها اللاجئين الهاربين من الحرب في اليمن والعسكريين الأجانب في القواعد البحرية وسائقي الشاحنات الآتين من إثيوبيا المجاورة.

وتقول نوره حسن الجالسة في موقع أبعد في الساحة "نتعامل مع رجال الأعمال الجيبوتيين الذين يسافرون إلى الخارج من أجل نشاطاتهم، ونتعاون مع الأجانب والسياح".

وعند وفاة زوجها قبل عشر سنوات، بدأت هذه الأم لثلاثة أطفال العمل في الصرافة مستعينة فقط بمدخرات الأسرة بالعملة المحلية مذاك، تنوعت العملات في يديها، وباتت نوره تقصد يومياً المصرف لتأخذ قائمة مفصلة بأسعار العملات الكبرى.

ويشير الخبير الاقتصادي حسين محمد إلى أن الاقتصاد غير الرسمي يمثل ثلثي الأنشطة الاقتصادية في جيبوتي.

ويوضح هذا الباحث في مركز للدراسات والبحوث في جيبوتي، أن 73 % من العاملين في القطاع غير الرسمي هنّ نساء.
 
May 15, 2021 / 3:21 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.