الشارقة 24:
عقدت مبادرة بيرل، وهي منظمة غير ربحية رائدة يقودها قطاع الأعمال في منطقة الخليج تسعى إلى نشر ثقافة مؤسسية قائمة على المساءلة والشفافية، ندوة افتراضية لمناقشة أهمية إنشاء أطر حوكمة في المراحل الأولى من تأسيس الأعمال وجدواها في استقطاب المستثمرين.
أدار الندوة، نيد جارودي، مدير الشركات الناشئة ورأس المال الاستثماري لدى شركة "أمازون" Amazon Web Services (AWS)، وتحدث فيها مستثمرون من ذوي الخبرة وخبراء الحوكمة المؤسسية، من بينهم الشيخ فاهم القاسمي الشريك في شركة AQ&P (شركة الإمارات للاستشارات المؤسسية والاستثمار)، وربيع خوري، الشريك الإداري والمدير التنفيذي لدى شركة MEVP (ميدل إيست فينتشر بارتنرز).
استهل جارودي النقاش ببيان أهمية الحوكمة المؤسسية القويمة، واهتمام المساهمين وأصحاب المصلحة والموظفين والعملاء على حدٍ سواء بها، مشيراً إلى تأثيرها القوي على سمعة الشركة الذي إما يؤدي إلى ارتقاع تقييم الشركة أو انخفاضها، ما يؤثر بالنتيجة في جذب الشركة للمستثمرين ورأس المال.
وأشارت نتائج استطلاع أجري خلال المناقشة إلى أن التحدي الأكبر الذي تواجهه شركات منطقة الخليج المهتمة بإنشاء أطر حوكمة قوية هو عدم وضوح السياسات والإجراءات التي يجب إدراجها أولاً ويُعد إدراك "أصول اللعبة" وكيفية تبنيها جزءًا جوهريًا في جذب المستثمرين.
وناقش الشيخ فاهم القاسمي الخطوات الأساسية لترسيخ إطار عمل ثابت يتسم بسهولة الإدراج والتنفيذ من الناحية المالية، لافتاً إلى أن "الحوكمة ليست نهجًاً ثابتاً، وتحتاج إلى التطور المستمر المتزامن مع أعمالك. ابدأ بإنشاء مجلس إدارة يتولى إرشاد الشركة للمسار الصحيح، حفظ السجلات هو عنصر آخر من منهجيات الحوكمة، تنفيذه بسيط ولكنه بالغ الفعالية إذ تعرض هذه السجلات التاريخ التشغيلي لمؤسستك وتقدم لأي شخص يرغب في شراء مؤسستك أو الاستثمار فيها فكرة واضحة عن عملك ومنهجياتك".
ومن جانبه، قال ربيع خوري: "تحتاج الشركات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة الساعية إلى تحصيل الاستثمارات إلى تبني الحوكمة، وهي لا تحتاج فقط إلى وجود دليل للحكومة، ولكنها تحتاج أيضًاً إلى التأكد من تطبيقه، فالحوكمة تضيف قيمة، ليس فقط بسبب منظور التقييم، ولكن أيضًاً لأنها تضيف التنوع، فإذا تم تطبيق الحوكمة منذ البداية، فإنها تقلل من مخاطر المعاملات، وتحمي الشركة والمساهمين أيضًاً، ويمكن للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم اعتماد اتجاهات الحوكمة الناشئة أثناء تقدمهم في بيئة ما بعد الجائحة".
وتابع خوري: "لا يوجد حل واحد أو نهج واحد يناسب الجميع، ومع ذلك، فإن مبادئ الحكم الأساسية واضحة، كما أن "التنوع" لا يقتصر فقط على التوازن بين الجنسين أو التركيبة السكانية المتنوعة"، إذ يرى المستثمر أن التنوع هو أيضاً تنوع وجهات النظر والخبرات التي تساعد الشركات الناشئة على اتخاذ القرارات الحاسمة المتعلقة بنمو الأعمال، ولقد أدت رقمنة الأعمال والتكنولوجيا المتاحة دورًاً جوهريًاً في وقاية الاقتصاديات العالمية من الانهيار أثناء الجائحة، وعلى الشركات الناشئة أن تستفيد من الإمكانيات التكنولوجية والرقمية المتوفرة لمجال الأعمال استعداداً لأي أزمة قادمة وضمان مواجهتها بمرونة ونجاعة".
وتسببت الآثار الناجمة عن كوفيد-19 في ركود نمو الأعمال التجارية في كافة أنحاء منطقة الخليج، وبناءً على ذلك، اهتمت المؤسسات التجارية بتجديد نفسها، ولقد تحولت أولوياتها من ربحية قصيرة الأجل إلى تحقيق المرونة طويلة الأجل، تهدف سلسلة الندوات الافتراضية "بناء أعمال أفضل" التي تقدمها مبادرة بيرل للشركات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة في مجال الحوكمة، إلى معالجة التحديات والثغرات الموجودة في هذه الشركات من خلال بيان الجدوى التجارية لتحسين الحوكمة المؤسسية.
وتتضمن البرامج الحالية التي توفرها مبادرة بيرل أفضل ممارسات مكافحة الفساد، والتنوع الوظيفي في القيادات العليا والحوكمة في الشركات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، والحوكمة في الشركات العائلية، وتعهد قطاع الأعمال وكذلك الحوكمة في العمل الخيري.