أكد أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، السبت، أن الجهود المبذولة لإخراج سفينة حاويات ضخمة تسد القناة، سمحت بعودة رفاص ودفة السفينة للعمل مجدداً، لكن لا يزال من غير الواضح متى سيتم إعادة تعويمها.
الشارقة 24 – رويترز:
قال أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، السبت، إن الجهود المبذولة لإخراج سفينة حاويات ضخمة تسد القناة، سمحت بعودة رفاص ودفة السفينة للعمل مجدداً، لكن لا يزال من غير الواضح متى سيتم إعادة تعويمها.
وجنحت السفينة إيفر جيفن التي يبلغ طولها 400 متر في قطاع جنوبي من القناة، وسط رياح شديدة الثلاثاء، معطلة عمليات الشحن العالمية، بعد غلق أحد أكثر الممرات البحرية ازدحاماً في العالم.
ويمر نحو 15 في المئة من حركة الشحن العالمية في القناة، وتنتظر مئات السفن المرور في القناة، حال انتهاء إغلاقها.
وأضاف ربيع أنه يأمل ألا يكون من الضروري اللجوء إلى إخراج بعض الحاويات من السفينة، وعددها 18300 حاوية، لتخفيف حمولتها، غير أن قوة الرياح تزيد من صعوبة إعادة تعويمها.
وقال للصحفيين في السويس "بدأ مؤخر السفينة يتحرك باتجاه السويس، ودي كانت بوادر إيجابية لحد الساعة 11 بالليل ، لكن حصل جزر كبير جداً وتوقفنا".
وأضاف "إحنا متوقعين في أي لحظة تنزلق وتتحرك من المكان اللي هي فيه".
ورفعت كراكات نحو 20 ألف طن من الرمال من حول مقدمة السفينة بحلول الجمعة، وقالت شركة هولندية تعمل لتعويم سفينة حاويات عملاقة جانحة في قناة السويس، إن من الممكن تحرير السفينة في غضون الأيام القليلة المقبلة، إذا كان من شأن قاطرات ثقيلة وعمليات جارية لتجريف الرمال من حول مقدمتها ومد مرتفع إزاحتها من مكانها.
وقالت ثلاثة مصادر مطلعة على عمليات قناة السويس، إنه تقرر استئناف عمليات التعويم بعد ظهر السبت وإن مزيداً من الجهود من المقرر بذلها مساء السبت وصباح الأحد، لكن تلك المصادر قالت إنه سيكون من الضروري إزالة المزيد من الرمال المحيطة بالسفينة، من أجل إعادة تعويمها.
وقال بيتر بيردوفسكي المدير التنفيذي لشركة بوسكاليس للبرنامج التلفزيوني الهولندي نيوزر في وقت متأخر الجمعة، "نهدف إلى إنجاز ذلك بعد مطلع الأسبوع، لكن يتعين أن يعمل كل شيء في اتجاه تحقيق ذلك".
وتملك بوسكاليس شركة سميت سالفيج التي جيء بها في الأسبوع الماضي، لتعزيز جهود هيئة قناة السويس لتعويم السفينة.
وقال بيردوفسكي "المقدمة عالقة فعلاً في الطبقة الرملية، لكن مؤخرة السفينة لم تندفع بالكامل في تلك الطبقة، وهو أمر إيجابي، يمكننا محاولة استخدام ذلك باعتباره أداة لتحريرها".
وأضاف "ستصل في مطلع الأسبوع قاطرات ثقيلة مجموع طاقاتها 400 طن، نأمل أن نتمكن بفضل مزيج من القاطرات وتكريك الرمال حول مقدمة السفينة، ومد مرتفع من تحريرها في مطلع الأسبوع"، مشيراً إلى الأسبوع الذي يبدأ الاثنين.
ووجه رئيس وزراء مصر مصطفى مدبولي الشكر السبت إلى الشركاء الأجانب، الذين عرضوا المساعدة في تعويم السفينة.
وزادت أسعار الشحن لناقلات المنتجات النفطية إلى المثلين تقريباً بعد جنوح السفينة وأثر غلق القناة على سلاسل الإمدادات العالمية مهدداً بحدوث تأخيرات باهظة التكلفة للشركات التي تعاني أصلاً بسبب قيود كوفيد-19.
وإذا استمر إغلاق القناة طويلاً قد تقرر شركات الشحن تغيير مسار السفن، لتدور حول رأس الرجاء الصالح، وهو ما يضيف أسبوعين إلى الرحلات، بالإضافة إلى المزيد من تكاليف الوقود.
وقال رئيس هيئة قناة السويس "لم يتحرك أحد من شركات الشحن المتوقفة لرأس الرجاء الصالح، وإحنا مش هنمنع حد، دي حرية، لكن ده محصلش".
وأضاف ربيع أن 321 سفينة تنتظر لدخول أو مواصلة رحلاتها عبر القناة، وقال مصدر في صناعة الشحن، إن من بينها سفن حاويات وناقلات بضائع وغاز طبيعي مسال أو غاز نفطي مسال.
وشاركت 14 قاطرة حتى الآن في جهود إعادة تعويم السفينة إيفر جيفن، على الرغم من أن بوسكاليس وسميت سالفيج حذرتا من أن استعمال قوة زائدة على الحد لقطر السفينة، يمكن أن يلحق بها الضرر.
وقال بيردوفسكي إن رافعة برية ستصل خلال أيام، وهو ما يمكن أن يخفف حمولة إيفر جيفن وذلك من خلال إنزال حاويات، لكن خبراء حذروا من أن عملية من هذا النوع يمكن أن تكون معقدة وطويلة.
وقال بيردوفسكي "إذا لم ننجح في تحريرها الأسبوع المقبل فسيتعين علينا إنزال نحو 600 حاوية من مقدمة السفينة لتخفيف الوزن".
ومضى قائلاً "هذا سيؤخرنا أياماً على الأقل لأن المكان الذي سنترك فيه تلك الحاويات سيكون لغزاً إلى حد بعيد".