زار البابا فرنسيس مسقط رأس النبي إبراهيم، السبت، في أور بالعراق، وعقد اجتماعاً تاريخياً في مدينة النجف، مع علي السيستاني، لإدانة أعمال العنف باسم الدين.
الشارقة 24 – رويترز:
دخل البابا فرنسيس زقاقاً ضيقاً في مدينة النجف بالعراق، لعقد اجتماع تاريخي مع علي السيستاني، وزار مسقط رأس النبي إبراهيم، السبت، لإدانة أعمال العنف باسم الدين والتي وصفها بأنها "أكبر كفر".
وسلط الحدثان المتتاليان في مكانين يفصل بينهما نحو 200 كيلومتر، أحدهما في مدينة مأهولة ذات طبيعة متربة، والآخر في سهل صحراوي، الضوء على الموضوع الرئيسي لرحلة البابا المحفوفة بالمخاطر إلى العراق، وهي أن البلد عانى كثيراً.
وقال فرنسيس في أور حيث ولد النبي إبراهيم: "من هذا المكان حيث ولد الإيمان.. من أرض أبينا إبراهيم دعونا نؤكد أن الله رحيم، وأن أعظم كفر هو تدنيس اسمه، بكراهية إخوتنا وأخواتنا".
وبينما كانت رياح الصحراء تعبث بردائه الأبيض، تحدث فرنسيس أثناء جلوسه مع زعماء مسلمين ومسيحيين ويزيديين، حيث ظهر على مرمى البصر موقع الحفريات الأثرية للمدينة البالغ عمرها أربعة آلاف عام، والتي تضم بناء هرمي الشكل يعرف باسم زقورة، ومجمعاً سكنياً ومعابد وقصور.
وقبل ساعات في النجف، التقى البابا مع السيستاني في لقاء كان بمثابة لفتة قوية تدعو للتعايش السلمي، في أرض عصفت بها الطائفية والعنف.
وبعد الاجتماع، دعا السيستاني القيادات الدينية على مستوى العالم إلى محاسبة القوى العظمى، وتغليب العقل والحكمة على لغة الحرب، وأضاف أن المسيحيين يجب أن يعيشوا مثل كل العراقيين في سلام وتعايش.
وعُقد الاجتماع في منزل السيستاني المتواضع، الذي يستأجره منذ عقود، والذي يقع في زقاق ضيق بمدينة النجف، قرب مرقد الإمام علي ذي القبة الذهبية.
وكشف مسؤول في الفاتيكان عن صورة يظهر فيها السيستاني 90 عاماً، بثيابه السوداء، وعمامته التقليدية، جالساً أمام فرنسيس بردائه الأبيض.