مسؤولون يحذرون من خطورة الكمامات المستخدمة على الحيوانات والبيئة

الشارقة 24 – أ ف ب:

رغم مساهمتها في إنقاذ أرواح البشر، خلال جائحة "كوفيد-19"، يشكّل انتشار الكمامات الطبية، خطراً على الحيوانات، التي قد تختنق بسبب مخلفاتها المرمية بكميات كبيرة في الطبيعة.

وعُثر على كمامات أحادية الاستخدام على الأرصفة والأنهار والشواطئ في كل القارات، منذ أن أصبحت إلزامية في الأماكن العامة بالعديد من البلدان، في محاولة لكبح انتشار الفيروس.

وتحتاج هذه الكمامات المصنوعة من البولييستر والبوليبروبيلين، مئات السنوات حتى تتحلل.

وأوضحت آشلي فرونو وهي مسؤولة في الفرع الآسيوي لجمعية "بيتا" لحقوق الحيوان، لن تختفي الكمامات في أي وقت قريب، لكن عندما نرميها، يمكن أن تهدد البيئة والحيوانات التي تعيش معنا على الكوكب.

وقد شوهدت قرود مكاك، وهي تمضغ الأربطة المطاطية لكمامات مستخدمة في التلال المحيطة بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، وهو أمر يعرضها لخطر الاختناق.

في إنكلترا، أنقذت منظمة "آر إس بي سي إيه" لحماية الطيور، طائراً علقت مخالبه في كمامة لمدة أسبوع تقريباً في تشيل مسفورد.

وأخطر الجمعية، أحد المارة الذي وجد الطائر على قيد الحياة، لكنه بلا حراك وقد نقلته إلى عيادة بيطرية قبل إطلاق سراحه.

وأشار آدم جونز من الجمعية البريطانية، إلى أن الطائر أعاقته الأربطة المطاطية للكمامة لأيام عدة، موضحاً شدت الأربطة المطاطية على ساقيه، وكانت مفاصله متورمة وسببت له الألم.

لكن التأثير الأكبر لهذه الكميات الكبيرة من المخلفات الطبية الناتجة عن الوباء، يمكن رؤيته خصوصاً لدى الحيوانات البحرية.

ودقت مجموعات بيئية ناقوس الخطر، بعد ملاحظة تزايد عدد القفازات المطاطية وغيرها من معدات الحماية في الأنهر والبحار.

وانتهى الأمر بأكثر من 1.5 مليار كمامة في المحيطات، العام الماضي، أو ما يعادل 6200 طن من النفايات البلاستيكية الإضافية، وفقاً للمنظمة البيئة "أوشينز إيجا".

وهناك أصلاً، دلائل على أنها تهدد الحياة البحرية.

وفي البرازيل، وجدت جمعية تعنى بحماية البيئة، كمامات في معدة بطريق تم العثور على جيفته على الشاطئ، وكذلك، عثر على سمكة منتفخة عالقة في كمامة قبالة ميامي.

وفي فرنسا، عثرت جمعية "اوبيراسيون مير بروبر"، على سلطعون نافق عالق في كمامة في بحيرة بير قرب مرسيليا في سبتمبر الماضي.

الكمامات والقفازات البلاستيك "مشكلة بشكل خاص" بالنسبة إلى الكائنات البحرية، كما أكد جورج ليونارد المدير العلمي لمنظمة "أوشن كونسيرفنسي" الأميركية غير الحكومية.

وأوضح ليونارد، أنه عندما تتحلل هذه المواد البلاستيكية في الطبيعة، فإنها تصبح جزيئات صغيرة، ويمكن هذه الجزيئات أن تدخل في السلسلة الغذائية، وتؤثر على النظم البيئية بكاملها.

ودعت منظمة "أوشنز إيجا" غير الحكومية، الحكومات إلى زيادة الغرامات على من يلقون القمامات في الطبيعة، وتشجيع استخدام أقنعة قابلة لإعادة الاستخدام.