جار التحميل...

°C,
في بلد مزقته الحروب الأهلية

خرافة "التاليمبي" وقصص "الإنسان التمساح" تواصل الانتشار بأفريقيا الوسطى

December 04, 2020 / 9:28 PM
ما زالت خرافة "التاليمبي" أو قصص "الإنسان التمساح"، الذي ينتقم من المجرمين، ويضبط آداب السلوك والأخلاقيات، منتشرة في الوسط الأفريقي برمّته، لكنها تلقى صدى خاصاً في أفريقيا الوسطى، البلد الذي مزّقته 3 حروب أهلية، لا تزال آخرها تفتك به، وقد نسفت النظام التعليمي والمؤسساتي.
الشارقة 24 – أ ف ب:

كانت رائحة نتنة تفوح منذ مدة من الكورنيش، في بانغي المحاذي لأكبر نهر في أفريقيا الوسطى، وفي خلال أسبوع عثر على ثلاث جثث ملفوفة بأكياس، ما أثار الذعر في نفوس السكّان وأطلق العنان لتكهّنات شتّى.

فقد تمّ في أكتوبر انتشال ثلاث جثث من مياه نهر أوبانغي مقطوعة الرؤوس، ومكبّلة الأيدي وملفوفة بأكياس، بحسب ما كشفت مصادر تعمل في الشأن الإنساني، طالبة عدم الإفصاح عن هويّتها. 

وتصدّرت هذه الأخبار المروّعة عناوين الصحف المحلية، مؤجّجة القلق في أوساط السكّان وفاتحة باب الشائعات على مصراعيه، من جرائم ارتكبت في سياق شعائر تقليدية وعمليات تصفية حسابات وفرضيات أخرى.

لكن عندما ترمى الجثث في المياه، أوّل المشتبه بهم هم التاليمبي، هؤلاء "الأناس التماسيح"، الذين ينشرون الذعر في أفريقيا الوسطى منذ عقود.

وبالنسبة للبعض، هم أناس يتحوّلون إلى عظائيات، في حين يعتقد آخرون أنّهم مجرّد مشعوذين، لكن أيّا كانت الحال، فإن النهج المعتمد هو عينه ويقضي باستقدام الضحية إلى المياه لقتلها جزاء على معصية مفترضة.

وغالباً ما تعزى أعمال التنكيل التي ترصد آثارها في جثث منتشلة من المياه إلى التاليمبي، "فاللسان يقطع للمعاقبة على كثرة الكلام والأذن بسبب عدم الإصغاء"، بحسب ما يخبر صيّاد في بانغي طلب عدم الكشف عن هويّته.

وضحيّة "الإنسان التمساح" "تقدّم" حكماً له من قبل أحد الخصوم أو أحد الأهالي المستائين، فخرافة التاليمبي ما زالت تلقى صدى في المجتمع "لضبط آداب السلوك والأخلاقيات"، على ما تقول الباحثة أليكساندرا سيمبريك التي أعدّت دراسة عن تحوّلات التمثيلات الرمزية المتعلّقة بالمياه صدرت سنة 2011.

وفي حين يعاني النظام القضائي المؤسساتي من أوجه تقصير شديدة في بلد ينهشه الفقر والفساد والحروب الأهلية، يتمتّع التاليمبي بـ "محكمة" خاصة ومن المستحيل، بحسب المعتقدات، تسليم ضحية بريئة بحجج ملفّقة.

وقصص "الإنسان التمساح" منتشرة في الوسط الإفريقي برمّته، لكنها تلقى صدى خاصا في بلد مزّقته ثلاث حروب أهلية، لا تزال آخرها تفتك به، نسفت النظام التعليمي والمؤسساتي.
December 04, 2020 / 9:28 PM

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.