الأسبوع الماضي كنا على موعد مع تجربة فريدة من نوعها في مدينة الشارقة، حيث اجتمع 40 متحدثاً من 16 دولة في إكسبو الشارقة، وناقشوا خلال يومين عدداً من القضايا الملحة التي تواجهنا جميعاً في هذا العصر.
كنت متحمساً لسماع كلمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي قال عن كلمته في إذاعة الشارقة، "كلمتي في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، ستكون عن تحذيرات السوء، والتنويه إلى الخير والتوجيه إليه، فقد تساوى السيء مع الخير في هذه الأيام" وما أن وصل سموه إلى المنتدى، حتى ألقى كلمته الملهمة التي تحدث فيها عن الجو الذي كان سائداً عقب الهزيمة المؤلمة عام 1967، وكيف تعرضت الشعوب العربية إلى صدمة قاسية، جعلتهم مشلولين تماماً وتائهين.
كلمة سموه جعلتني أتأمل واقعنا.
فلكل فعل ردة فعل، وبعد الهزيمة المرة التي تعرضنا لها خرج أناس، يدَعون بأنهم مفكرون، ومخلصون، ومصلحون، فأخذوا يدعون الشعوب العربية، والشباب إلى التغني بالماضي، وكره الآخر، وكره كل شيء ينتمي للغرب، لأن الغرب على حسب زعمهم هم السبب في ضياعنا وهم... وهم.. الخ.
ليتهم دعوا الشعوب إلى الاستفادة من تجارب الأمم السابقة، كما قال سموه في كلمته.
حيث دعانا إلى الاستفادة من تجارب الأمم السابقة، التي تعرضت إلى نكبات كألمانيا، واليابان، وكوريا الجنوبية.
هذه الدول تعرضت إلى دمار أشد وأكبر بعشرات المرات من الدمار الذي لحق بالعرب في عام 1967م فألمانيا واليابان خسرتا عشرات الملايين من شعبهما، وكانت مدن اليابان وألمانيا مدمرة تماماً سُوت بالأرض، وكل المباني مهدمة، لكنهما خرجا من الخراب، ولم يستسلما لليأس، وكان الجو العام السائد عندهما، هو روح الإيجابية وروح العمل والبناء، وما هي إلا سنوات معدودة حتى تحولت ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية إلى دول ذات أعظم اقتصاديات في العالم، وغزت منجاتهم جميع بلدان العالم، لماذا؟
لأنهم لم يسمحوا للظلاميين والسلبيين أن يؤثروا، أو يحطموا معنوياتهم.
هكذا كان تأثير الإعلام قوياً جداً في السابق، إذا يمكن التحكم به، ولكن اليوم، الأجهزة باتت بيد الجميع، وأصبح بمقدور أي شخص أن يعبث بالجهاز، وينشر الشائعات.
وعليه، يتوجب على رواد الإعلام الرقمي، أن ينشروا الفكر الإيجابي بين المجتمعات، الفكر الذي يدعو إلى البناء لا الهدم.
على مدار يومي المنتدى، قمت بإجراء حوارات مع نخبة من ضيوف المنتدى من داخل الدولة وخارجها.
فالتقيت الإعلامي الكويتي"محمد الملا" الذي قال: "دائماً أستمع لكلمة سمو حاكم الشارقة"، وأضاف، لقد أسست قناة خاصة بي في "اليوتيوب" وأطلقت من خلالها برنامجي الشهير" ديوان الملا " بعد مشاركتي في المنتدى السابق لأن المستقبل للإعلام الرقمي يجب أن يكون الكلُّ مستعداً للتحولات.
وتحدث نخبة من الإماراتيين والعرب والأجانب، من قادة الدول، والوزراء، ومدراء المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة، وقادة الفكر والمجتمع والتكنولوجيا، والأكاديميين، والإعلامين، ضمن جلسات المنتدى، واستفدنا بشكل كبير من طرحهم.
وكان لافتاً، كذلك مشاركة الشباب بمنصة كبيرة على شكل برلمان، ناقشوا من خلالها قضاياهم وبحثوا تطلعاتهم وتحدياتهم مع التحولات الرقمية في عصرنا بمشاركة الضيوف بكل اقتدار، فهم يمثلون المستقبل المشرق للدولة.
أشكر سمو حاكم الشارقة على هذا الحدث الرائع، وأشكر المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة على التنظيم المميز.
خلاصة التجربة.
المستقبل للإعلام الرقمي.
والمستقبل لأصحاب الطرح الإيجابي.
فكن من أصحاب الطرح الإيجابي، ليكون مستقبلك مشرقاً.