جار التحميل...

°C,

مصيدة الأقدار

April 18, 2021 / 10:59 AM
يركب سيارته ويقودها برعونة، وتزهق روحه نتيجة لتهوره، ثم يقال المسكين يومه قضاء وقدر، وهناك آخر مهمل طوال العام الدراسي علاقته بكتبه كعلاقة الزيت بالماء متصلين باسم الدراسة منفصلين طوال العام وإن رسب قالوا مكتوباً ومقدراً.
وأخرى تخرج وتمارس حياتها في ظل ما نمر به من أزمة هذا الوباء بلا اكتراث، وبدون أخذ الاحترازات والاحتياطات اللازمة وإن تقدم أحد لنصحها ردت بكل برود لو مكتوب لي أن أُصاب بالفيروس، سيكون قدراً ومكتوباً. 

وكأن للأقدار مصائد تحاك شباكها لتوقع بالإنسان عنوة وليس البشر بمسؤولين عن رسم طرق التهلكة، ومن ثم إرجاع أسبابها لمصيدة الأقدار.

نعم علم الله تعالى نافذ، وقضاؤه سبحانه موجود، ولكن للأسباب وتقدير الأقدار درباً ملموساً فلا تنسب الحماقات من الأفعال للأقدار وتترك المسببات.

فقضاء الله وقدره ركن من أركان الإيمان، يقضي الله بالإمر فإن ثبت فهو قدره وإن رده فتلك مشيئته سبحانه "وما يرد القضاء إلاّ الدعاء" كما قال صلى الله عليه وسلم.

وإذاً فمصيدة الأقدار لها منفذ وهو الدعاء فلا تتخذ حكراً على المصائب، وإن وقعت فالبعد الفلسفي في مسألة القضاء والقدر ذو أطراف مترامية وأبعاد متشعبة لا يمكننا الخوض فيها، لكنها ترهن بالأفعال ويرموا بأيديهم للتهلكة، ومن ثم تعلق على شماعة الأقدار فهي أسباب واهية لا أساس لها.

لقد ميزنا الله أحبتي بأن لنا عقل يتدبر ويفكر، فما ابخس إن نقلل من ميزة أبدية لنبدلها بسعادة لحظية، أو مشاعر تخرجنا عن السيطرة وتحيل حياتنا ومن حولنا لجحيم والحجة في ذلك شرك نصبته الأقدار ووقعنا فيه.

كلاّ يا أحبة فلنعلم أن قضاء الله ساري مالم نرده بدعاء وتضرع وأن أنفسنا أمانة، لابد لنا أن نحافظ عليها إلى أن يستردها من أودعنا إياها، ودمتم سالمين.
 
April 18, 2021 / 10:59 AM

مواضيع ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.