جار التحميل...

°C,
بحضور 130 مشاركاً

"الشارقة للآثار" تنظم محاضرة افتراضية حول علم النمايات

November 26, 2020 / 10:54 AM
في إطار نشر الوعي بترميم وصيانة الآثار والتعريف بها وبمكانتها، نظمت هيئة الشارقة للآثار محاضرة افتراضية بعنوان "من النميات إلى التاريخ، الدراسة والتحليل التاريخي للنقود"، تحدثت فيها الدكتورة حنان التوزاني عن علم النميات ومكانته وأهميته في دراسة التاريخ.

الشارقة 24:

نظمت هيئة الشارقة للآثار محاضرة افتراضية بعنوان "من النميات إلى التاريخ، الدراسة والتحليل التاريخي للنقود"، تحدثت فيها الدكتورة حنان التوزاني، صاحبة كتاب "التراث النقدي المغربي دلالة النقود كوثائق تاريخية"، عن علم النميات ومكانته وأهميته في دراسة التاريخ، والعلاقة بينهما. 

جاء تنظيم المحاضرة ضمن سلسلة المحاضرات العلمية الأسبوعية المتخصصة التي تنظمها الهيئة في إطار نشر الوعي بترميم وصيانة الآثار والتعريف بها وبمكانتها، وتجاوز عدد الحضور 130 مُشاركاً من المُهتمين بالحفاظ على الآثار من داخل الدولة وخارجها.

وفي التفاصيل، قالت الدكتورة حنان التوزاني: "علم النميات هو العلم الذي يهتم بدراسة النقود والمسكوكات وتطورها عبر العصور، بالاعتماد على حقيبة متكاملة يتداخل فيها ما هو علمي (علوم مساعدة من بينها التاريخ)، وتقنيات ومهارات يكتسبها الباحث بالممارسة الميدانية، وفي علم التاريخ تأكيد على أن دراسة الماضي تحتاج لوسائل، لأنه ببساطة ذلك التاريخ الذي لم نعشه ولم نسمع أخباره مباشرة، وهنا يتجه الباحث إلى كل ما يمكن أن يقربه من هذا الماضي، ليعتمد على التاريخ وعلى كل العلوم الأخرى المساعدة له، ومن بينها بالتأكيد علم النميات". 

وأضافت التوزاني: "يعتمد الباحث في التاريخ على المعلومات المتاحة في المصادر التي بين يديه، لينتج بحثاً عن موضوع تاريخ معين، ويحاول أن يجمع أكبر قدر ممكن من البيبليوغرافيا الخاصة بموضوعه، ثم يقوم بصياغة الإشكاليات لينطلق في مسيرته البحثية التي تبقى دائماً بين مد وجزر، بحسب مدى صبر الباحث وحنكته لتجاوز كل العقبات التي تواجهه".

وأوضحت التوزاني أن سؤال الباحث في التاريخ هو أمر مهم، وفي موضوع النميات، يمكن طرح حزمة من الأسئلة، مثل: كيف يمكن الاستفادة من النقود في إنتاج بحث تاريخي عن حقبة معينة، وما هو الجديد الذي يمكن أن تتيحه النقود إذا تم اعتمادها في البحث التاريخي، وما هي العوائق التي يطرحها اعتماد النقود في البحث التاريخي، وما هي الحلول المقترحة لتجاوز هذه العقبات.

علوم مساعدة  

ولفتت التوزاني إلى أن التاريخ يستمد قوته من العلوم المساعدة له، فالعلوم الإنسانية متداخلة ومترابطة فيما بينها، بحيث لا يمكن أن تدرس علماً مستقلاً عن بقية العلوم والمعارف الأخرى، فعلى سبيل المثال، لا يستطيع الباحث في التاريخ أن يفهم حدثاً تاريخياً ما من دون الرجوع إلى أحد أو كل هذه العلوم، ومن هنا فالعمل على النقود يستدعي الاعتماد على أكثر من تخصص علمي، والنتيجة ستكون جيدة جداً بالضرورة. 

وتطرقت الباحثة إلى الأدوات التي يحتاجها الباحث في دراسة النميات، وتكون الأداة الأهم هنا، هي ذلك النقد بأنواعه وأشكاله المختلفة من عصر إلى آخر، والتنوع والاختلاف يجعل من هذا المجال البحثي مجال تطور بحسب الوسائل الجديدة المتاحة.

وقالت التوزاني: بدءاً من استخراج المادة إلى عملية التنظيف والترميم والحفظ، يقوم الأثري بمهمة تجهيز هذه المادة الوثائقية التي يفترض أنها وثيقة تاريخية مهمة، يجب الاعتماد عليها في كل بحث تاريخي يهم تلك الفترة.

مصدران أساسيان

أشارت الدكتورة التوزاني إلى أن القضايا التاريخية تتنوع بتنوع المادة التاريخية، التي تنقسم بدورها إلى نوعين أساسين، هما، أولاً: مصادر مدونة/ مكتوبة، فمع بداية التدوين ظهرت الوثائق المكتوبة بأنواعها لتتجلى عبرها كل القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، في تطور مهم عرفته البشرية من حيث التدوين وحفظ الذاكرة من خلال التدوين. 

ثانياً: مصادر مادية، وهي جميع المخلفات المادية التي بقيت شاهدة على الماضي، الجزء الأكبر من هذه المصادر أخفاها التراب، ولا سبيل للوصول إليها إلا بعمليات التنقيب. 

تجربة خاصة في العمل البحثي

عرضت الباحثة المتخصصة في علم النميات وفي مجال البحث التاريخي اعتماداً على النقود، تجربتها الخاصة في العمل البحثي، وقدمت معلومات ثرية عن العمل الذي أنجزته.

وتطرقت إلى أهمية امتلاك الباحث ومعرفته لأدوات ووسائل دراسة النقود كمادة تاريخية، بدءاً من اختيار مجموعات نقدية للفترة المدروسة، إما بدراسة مباشرة للقطع لقراءة محتواها، أو الاعتماد على فهارس النقود، ومعرفة بالخطوط وكيفية قراءتها، والتوفر على الفهارس الخاصة بالفترة المدروسة (خصوصاً المتاحف، والمنشور)، والموازنة بين المعلومات المستخرجة من القطع وتلك الموجودة في المصادر المكتوبة.

كما تناولت المراحل العلمية لاعتماد النقود كمصدر تاريخي، من حيث اختبار مجموعات مناسبة وتصنيفها كرونولوجياً أو حسب النوع، وقراءة الكتابات على القطعة النقدية وتصنيفها إلى كتابات على الوجه أو الظهر، وتصوير القطعة صورة واضحة تراعي المعايير الخاصة بالتصوير الأثري، وغيرها. 

 
November 26, 2020 / 10:54 AM

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.